Tuesday, September 28, 2010

الكتاب و مقص الإرهاب


تنظم جمعية الخريجيين الكويتية اليوم المهرجان الخطابي "الكتاب و مقص الإرهاب"، وذلك في تمام الساعة السادسة و النصف مساءً بمقر الجمعية في بنيد القار، أتمنى حضوركم.


Friday, September 10, 2010

ذكريات العيد


رغم مرور أكثر من 12 سنة على رحيلك من الدنيا، لا زال العيد يحمل في رياحه ذكرياتك، المنزل،السور، وحتى الحديقة، بقي على حاله منذ أن بلغنا سويا الخامسة من أعمارنا.

خالي يوسف لم يقلع من التدخين طوال تلك السنوات، التي نصح أطباء القلب أن يتوقف من شربها، إلا أنه يصر على تدخينها على الحديقة المقابلة منزله، ومنزل أم يوسف.



أم يوسف هي الأخرى مضت في طريق الخراف في الآونة الأخيرة، لا تعرف من حولها سواي، ما دفعني إلى هجر منزل والداي و المكوث هنا معها في حجرتي الصغيرة، والتي عشت فيها معظم أيام طفولتي حتى مراهقتي.



الليلة الماضية دعاني والدك إلى العشاء في بهو منزلكم في الخالدية، لم استطع منذ دخولي المنزل أن أمنع نفسي من الذهاب إلى غرفتك الصغيرة في الطابق العلوي، أو زيارة البيت الشجري في الحديقة الخلفية للمنزل المطل على الشارع العام.



بقيت الأغراض في غرفتك كما هي، العمة "تيريزا" لا زالت تنظف الغرفة إلى اليوم، كتبي وأورق ملاحظاتي وهدايا عيد ميلادك محفوظة و مركونة بعناية في الدولاب، لم يستطع والدك المكوث في "فينكس" بالمرة، وأصر أن يدفنك هناك، وطلب بأن ترسل حاجياتك إلى هنا في الكويت.



لم يزورنا أبوك منذ زواج أختك الكبيرة قبل خمسة سنوات، ورزقت قبل أيام بأبنة أسمتها عليك، عيونها زرقاء مثلك تماما، يبدوا أن جينات أمك و أختك تمكنا من الولوج إلى الصغيرة.

طوال العشاء مساء أمس كان يقول لي إن كنت على قيد الحياة فإنك ستكونين إمرأة في .... من عمرك، وربما قد ترزقين بذرية صالحة، إلا أن قضاء الله وقدرة خطفك من الدنيا، ومنا.



لم يتمالك عواطفه كالعادة، وغادر اليوم متوجها مجددا إلى الولايات المتحدة، هاربا من المنزل، من الذكريات، بقي البيت في عهدت عمك، و "تريزا"، والتي تضمني بقوة كلما قدمت إلى هنا.

المكتبة لا زالت مليئة بكتب خالي عبدالرحمن رحمه الله، وأضفت إليها ما أقتنيه قبل أيام، عمك في الآونة الأخيرة سلمني مفتاح المكتبة و المنزل المهجور تماما، لأدخل على راحتي.

مضيت طوال البارحة هنا في المنزل، صليت صلاة العيد في مسجد القطعة واحد، وأمضيت بقية اليوم الأول من العيد في مكتبي بالعمل.



سألت جدتي المسكنية صباح اليوم عنك، لم تعلم بأن الله قد قبض أمانتك في السابعة عشر من عمرك، ولم تعلم بأنك مدفونة على بعد آلاف من الأميال.


أسلك طريقي يوميا إليها بجانب روضة دمشق، روضتنا، وأمضي الليل برفقة خالي يوسف مع "فلتر زقارته"، مقابل الحديقة، والذي صرح لي قبل سويعات بأنه قد دخل التسعين من عمره،

و"حلف علي أن أذكر الله و ما أنظله!".



تباً لذكريات العيد.