Wednesday, December 1, 2010

تسريبات الحكومة الأمريكية

هذا البوست برعاية شقران

هناك نقاط عدة أثارتها الصحافة المحلية أخيرا، لا بد أن نتوقف عندها أولا، لاسيما في ما نشر بشأن الوثائق الخاصة بالسفارة الأمريكية، والتي دون معظمها السفيرة ديبورا جونز، وسربها موقع "ويكي ليكس".

ما تناوله وزير الداخلية جابر خالد يجب أن يتم محاسبته على ما قال، وربما يذكرنا في سابقة لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع جابر مبارك أثناء الاحتلال العراقي، و ما نقل عنه عن المقاومة الكويتية في البلاد العام 1990.

إنه وفق القوانين المدنية المحلية لا يسمح للدولة بأن تترك رعاياها مسجونين هنا، وإن كان هناك قصورا تشريعيا، فإنما عليها أن تورده ضمن أولوياتها، أو صياغة مشروع بقانون جديد يحمل مضامين ما تريده، واللجان البرلمانية مستعدة لمناقشته لأنه يدخل ضمن إطار المصلحة العامة، ورأينا المجلس في أكثر من قضية، آخرها الاستعجال في النظر بالمشروع بقانون بشأن غسل الأموال، و أدرجته ضمن أولوياتها، رغم أن الحكومة لم تتضمنها ضمن أولوياتها –قبل أن تضمها في دور الانعقاد الجاري- في السابق.

لذا فإن تصريحاته عن الكويتيين في غوانتنامو المثيرة للجدل معيبة بحق الكويتيين، ولا أتصور أن يقبل أحدا أن يسجن رعاياه في أي من السجون القابعة خارج الوطن.

إن تفاصيل التقرير وإن كانت شخصية تربط ما بين السفيرة والخارجية الأمريكية، إلا أنها تعطي انطباعا واضحا عن الوزير، والذي يتطابق مع وجهة النظر النيابية للنائب مسلم البراك، وإن اختلفنا في ما يبديه من آراء في معظم الأحيان.

النقطة الأهم، والتي أثرتها مع بعض من المتواصلين عبر شبكة "تويتر" الاجتماعية، ما قاله القائد الأمريكي شوارزكوف لنائب رئيس الأركان جابر خالد في العام 1990، إضافة إلى خالد بن سلطان، اطلعوا عليها لتعرفوا مغزى ما أرمي إليه.

من الأمور الجيدة، والتي صدمتني صدمة إيجابية، هو تحفظ البالغ في الأهمية من وزير الخارجية د. محمد الصباح على السياسة الكويتية للتعامل مع دول الجوار، لاسيما الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي أجزم بأنه غيَّر معظم المراقبين للسياسة في مستواه الدبلوماسي الشخصي.

الجانب المضحك والمحزن لنا بما إننا عرب في المقام الأول، إننا صمتنا طول الفترة الماضية، نتعامل على أنها أكاذيب وإشاعات لا تمت بالواقع بصلة، وعندما خرجت الفضائح، التزمنا الصمت مجددا ليوم كامل –وهو متأخر في الفضاء الإعلامي- ، لنرد اليوم عبر نفي وزير الداخلية جابر خالد لجميع ما ورد في الوثائق، وأنه لم يقل ذلك لا عن الإيرانيين، ولكنه لم ينف ما قاله بحق أبناءنا المعتقلين في غوانتنمو.

النفي طال أيضا من جانب وزير الخارجية د. محمد، والذي ردد ما قاله، وأيضا صدر بيانا صحفيا مقتضب من الخارجية بتقليل كبير من قدر الوثائق التي نشرت.

ما يجدر الإشارة فيه، ما نقله وزير الخارجية الإيراني منشهر متكي نقلا عن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد " بأن الوثائق المنتشرة هذه الأيام لغرض إثارة الفتن لا يمكن لها أن تؤثر على العلاقات الثنائية، وإن دول المنطقة تبني علاقاتها على أساس العلاقات المتبادلة، والتاريخية والدينية المتجذرة.

وأكد متكي أن سموه أبدى رغبته بزيارة طهران بعد اجتماع اللجنة المشتركة التي ستجتمع قبل نهاية العام الجاري.

نقاط مهمة يجب الإشارة إليها:

لم أتمكن من كتابة ما أود قوله بصراحة، نظرا لما تعيشه البلاد من تضييق حاد للحريات، منذ بداية اعتقال الكاتب محمد الجاسم، و خالد الفضالة، ووصولا إلى كتاب رفع الحصانة عن النائب د. فيصل المسلم.

وبما إني الفقير إلى الله قرمت، والذي لا يتبوأ منصبا قياديا في الدولة، وليس من المرتزقة الحكوميين، فإني خففت من المفردات التي كنت أنوي سطرها، و مع ذلك فإني أشعر بالخوف الشديد من إلقاء أمن الدولة علي شخصيا، أو اعتبار ما كتبته سب وقذف بسحب المفاهيم الفضفاضة لقانون الجزاء في ما يتعلق بحرية التعبير.

وأحمد الله حمدا كثيرا، لأني لا أكتب المواضيع السياسية هنا في مدونتي.

أتمنى أن تصل الرسالة بمضمونها الصحيح، كما إني لا أتمنى مجددا أن يتم القبض علي من قوات أمن الدولة، والتي –حسب التسريبات التي أثارتها- أن مدير عام المباحث عذبي فهد يراسلها إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.

إذا لم أكتب خلال الأسابيع المقبلة، اتمنى من رواد المدونة إرسالي بعض المأكولات الشهية، بشرط أن لا تكون من مطعم "فتووش"، لأنه قريب جدا من مقر الإقامة لا سمح الله.

الفقير إلى الله قرمت القرمتي.

Monday, November 22, 2010

أولويات


في الآونة الأخيرة بدأت بالتحرك لإنجاز بعض المشاريع المتوقفة منذ سنوات عدة، شرعت بدايتها في إعادة صياغة بعض المواد التي ربما تكون مفيدة في الأسابيع والأشهر المقبلة، وأولى تلك المشاريع بعض الوثائق الرسمية التي تسلمتها من بعض الأصدقاء، والأخرى التي ورثتها عن خالي عبدالرحمن رحمه الله.

كنت في زيارة إلى أحد الدواوين عندما ابتسم حظي لأول مرة في حياتي بلقاء بعض أعضاء المجلس التشريعي التأسيسي، وأمين عامهم كذلك، لم استطع أن أفوت الفرصة، لذا حرصت على الاستماع بقدر ما تمكنت، و دونت ما تلقيته من معلومات في مفكرتي الصغيرة، والتي أحملها معي على الدوام.

أول مشاريعي القديمة والمتوقفة هي إعادة تشييد مكتبتي القديمة، لم يكن توقف المشروع عن قصد، ولكن ضيق المساحة، وعدم توفر الإمكانيات اللازمة لبناء واحدة مثلما أردت، ولكن بعد تسلمي المكتب الجديد، استطعت إيجاد الحل الأنسب والأوسط.

عرض صديقي الدبلوماسي "جميل الرونق" مساعدتي في تحويل بعض ما أمتلك من أوراق إلى صور إلكترونية فائقة الجودة والوضوح، إلا أن محاولاته في إصلاح بعض ما أفسده الدهر فشلت، ولحسن حظني سلمت برقياتي القديمة من براثن الزمن "الأغبر"، لذا قسمت مكتبتي المتواضعة إلى قسمين الإلكتروني والآخر الورقي.

تضم المكتبة الإلكترونية مبدئيا، جميع إصدارات الصحف القديمة بأوراقها الكاملة، إضافة إلى بعض الأعداد للصحف والمجلات الأسبوعية والمجلات الشهرية، أما الورقية فتضمنت بعض المقالات والمخطوطات المهمة لشخصيات عدة مهمة ومؤثرة، إحداها لمحسن عبدالحفيظ، د.عثمان خليل عثمان، وسليمان العدساني، وعبدالله زكريا الأنصاري، محمود شوقي الأيوبي.

في ما يتعلق في الشق الثاني، شرعت مجددا في صياغة أولوياتي للسنة المقبلة، على غرار الحكومة، والتي من المتوقع أن تصل إلى حل توافقي مع مجلس الأمة الأربعاء المقبل، أدرجت مشاريع عدة، ولكني لم أعتمدها بعد، المقلق في الأمر إني لم أتوصل إلى ما أريده بعد، لا زلت في حيرة من أمري.

إعادة ترتيب الشتات مجددا يتطلب أهدافا مقرونة بجدول زمني، ولأني لست السلطة التنفيذية، والتي تعد ولا تنفذ، لكني جازما في تنفيذ كل ما سأكتبه في أولوياتي، أبرزها تأليف كتابا سياسيا جديدا، لن أتخلى عنها هذه المرة مثلما فعلت خلال السنوات السابقة، بدأت أشعر أني قد ضيعت شبابي.

الشعور بفارق العمر بين أبناء جيلي، شعور عميق، ربما لا يعلمه الكثيرون من حولي، لكنها تبقى من الأمور الأكثر إزعاجا.

عودة إلى الحديث عن الماضي الجميل، صادفت أمين عام مجلس الأمة وسكرتير لجنة الدستور المحامي علي الرضوان قبل أسابيع في ديوانية جاسم القطامي، والذي كان ودودا وعطوفا علي، ومنحني كل ما لديه من معلومات وتساؤلات، حتى إنني ظننت أنه يجاملني في بعض الأوقات.

كما التقيت مع عضو مجلس التأسيسي يوسف المخلد خلال الأيام الماضية، وعدني بتزويدي لما طلبت منه من معلومات بخصوص ما ورد في المحاضر، وبعضا من مواقفه.

كلما تذكرت عبداللطيف الثنيان الذي سجن على أثر مطالبته بالحياة الديمقراطية ١٩٣٨ لمدة أربع سنوات وثلاثة أشهر، يعقوب الحميضي الممثل الحقيقي للشعب في لجنة الدستور، حمود الزيد الخالد الوزير العادل الخلوق صاحب الفضل في تثبيت المادة الثانية من الدستور، علي الرضوان الأمين، هؤلاء شكلوا نواة الدستور الحقيقية.

مواقف كثيرة وقف فيها وزير العدل حمود الزيد الخالد وقفة الرجال أمام الطموح سعد العبدالله، أمام الحكومة والمجلس، وشكل مع يعقوب الحميضي معارضة شرسة ضد إدخال الوزراء ضمن أعضاء المجلس، ولكن صفقة دبرت لإعادة صياغة المادة، رغم موافقة الجميع مسبقا عليها، هؤلاء لم يغيروا من قناعاتهم من أجل الوزارة، كرسي أم غيرها.

رغم أن عبداللطيف الثنيان ذاق مرارة السجن، عرف قيمة الديمقراطية، لم يخش المواجهة، بل استمر بالمطالبة في الحياة النيابية، لم يشتم أو يعتدي أو يقل أدبه على أحد عندما كان رئيسا أو عندما سقط في الانتخابات النيابية الأولى سنة ١٩٦٣ رغم أنه من المؤيدين للحياة النيابية في ١٩٣٨ وأحد قادتها.

هؤلاء دفعوا ثمن ما نعيشه من حياة ديمقراطية.

مجرد الحديث عنهم يدخلني في كآبة مقارنتهم بالحاضر.

Sunday, October 24, 2010

من غير عنوان

شيعنا صديقنا يوسف الليلة قبل الماضية، والذي قرر دخول القفص الذهبي بمحض إرادته، رغم تحذيرنا إياه من مغبة ذلك القرار العشوائي من وجهة نظرنا، ولكن في النهاية ساندناه في ما أراده، أقيم الحفل في مقر إقامته، لا أتذكر إني حضرت أي حفلة أقيمت في المنازل من قبل، ولكن الأجواء كانت مميزة للغاية.


وجدت أصدقاء كثر لم تسنح الفرصة لرؤيتهم منذ فترة طويلة، لم يكن ليوسف أصدقاء كثر، إلا أننا الخمسة المخلصون بقينا معه منذ أن بلغنا العاشرة من أعمارنا، لم تلتقي مجموعتنا بالآخرين منذ تخرجنا في الجامعة، جلست أتذكر الأماكن التي لعبنا فيها معا، حديقة المنزل لم تتغير، الشارع الخلفي، و"البراحة" الخلفية لا تزال خاوية، تذكرت الهروب خلسة إلى البقالة متأخراً بعيدا عن أعين أهل يوسف.


كلها ساعات قليلة ونفقد صديقا آخرا، تقلصت لائحة العازبين في الآونة الأخيرة، لم يتبق من الأصدقاء سوى خمسة، أوصلنا "المعرس" إلى قاعة الفندق، أقيمت مراسيم الزفاف، دخلنا لأقل من عشرة دقائق، أوصلناه، باركنا له، أمدناه ببعض النصائح المضحكة، ثم غادرنا خمستنا.


جلسنا في بهو الفندق نتأمل وكيف جرت السنوات بسرعة فائقة فجأة، لم أستوعب كيف مضت هذه الأعوام، الدنيا تغيرت كثيراً، الأصحاب تغيروا كثيرا، باستثناء خمستنا، ضحكتنا، أحاديثنا، نفوسنا ظلت كما هي، لم تتغير، رغم أن معظمنا حصل على ما تمناه في الحياة من وظيفة وأحلام، أعتقد أن خمستنا محظوظون جداً، كلنا حققنا ما أردناه مهنيا منذ أن تخرجنا من المرحلة الثانوية.


ما لفت انتباهي أننا نشعر جميعا أخيرا بالغربة ونحن في وطننا، لا أعرف الأسباب لذلك الشعور، ولا حتى الأصدقاء، توقعت أن تكون تلك السنوات التي عشناها خارج أوطاننا أثرت على نفوسنا مع تراكم الزمن، إلا أني لم أكن الوحيد الذي يشعر بذلك، هناك أمور نشعر بها ولا نستطيع أن نحدد ما هي.


لا أتوقع أن يعرف أحداً مدى الشعور الذي يراودنا ونحن نشعر بالغربة في أوطاننا.



صدقت فيروز عندما قالت .. الله كبير.



Saturday, October 16, 2010

أغنيتين

(1)
دور ان عاش فؤادك - ماري جبران






(2)
ماري جبران - ياما أنت واحشني





في رأيي أن أم كلثوم ليس بإمكانها أن تصل إلى ثلث أداء ماري جبران










Tuesday, September 28, 2010

الكتاب و مقص الإرهاب


تنظم جمعية الخريجيين الكويتية اليوم المهرجان الخطابي "الكتاب و مقص الإرهاب"، وذلك في تمام الساعة السادسة و النصف مساءً بمقر الجمعية في بنيد القار، أتمنى حضوركم.


Friday, September 10, 2010

ذكريات العيد


رغم مرور أكثر من 12 سنة على رحيلك من الدنيا، لا زال العيد يحمل في رياحه ذكرياتك، المنزل،السور، وحتى الحديقة، بقي على حاله منذ أن بلغنا سويا الخامسة من أعمارنا.

خالي يوسف لم يقلع من التدخين طوال تلك السنوات، التي نصح أطباء القلب أن يتوقف من شربها، إلا أنه يصر على تدخينها على الحديقة المقابلة منزله، ومنزل أم يوسف.



أم يوسف هي الأخرى مضت في طريق الخراف في الآونة الأخيرة، لا تعرف من حولها سواي، ما دفعني إلى هجر منزل والداي و المكوث هنا معها في حجرتي الصغيرة، والتي عشت فيها معظم أيام طفولتي حتى مراهقتي.



الليلة الماضية دعاني والدك إلى العشاء في بهو منزلكم في الخالدية، لم استطع منذ دخولي المنزل أن أمنع نفسي من الذهاب إلى غرفتك الصغيرة في الطابق العلوي، أو زيارة البيت الشجري في الحديقة الخلفية للمنزل المطل على الشارع العام.



بقيت الأغراض في غرفتك كما هي، العمة "تيريزا" لا زالت تنظف الغرفة إلى اليوم، كتبي وأورق ملاحظاتي وهدايا عيد ميلادك محفوظة و مركونة بعناية في الدولاب، لم يستطع والدك المكوث في "فينكس" بالمرة، وأصر أن يدفنك هناك، وطلب بأن ترسل حاجياتك إلى هنا في الكويت.



لم يزورنا أبوك منذ زواج أختك الكبيرة قبل خمسة سنوات، ورزقت قبل أيام بأبنة أسمتها عليك، عيونها زرقاء مثلك تماما، يبدوا أن جينات أمك و أختك تمكنا من الولوج إلى الصغيرة.

طوال العشاء مساء أمس كان يقول لي إن كنت على قيد الحياة فإنك ستكونين إمرأة في .... من عمرك، وربما قد ترزقين بذرية صالحة، إلا أن قضاء الله وقدرة خطفك من الدنيا، ومنا.



لم يتمالك عواطفه كالعادة، وغادر اليوم متوجها مجددا إلى الولايات المتحدة، هاربا من المنزل، من الذكريات، بقي البيت في عهدت عمك، و "تريزا"، والتي تضمني بقوة كلما قدمت إلى هنا.

المكتبة لا زالت مليئة بكتب خالي عبدالرحمن رحمه الله، وأضفت إليها ما أقتنيه قبل أيام، عمك في الآونة الأخيرة سلمني مفتاح المكتبة و المنزل المهجور تماما، لأدخل على راحتي.

مضيت طوال البارحة هنا في المنزل، صليت صلاة العيد في مسجد القطعة واحد، وأمضيت بقية اليوم الأول من العيد في مكتبي بالعمل.



سألت جدتي المسكنية صباح اليوم عنك، لم تعلم بأن الله قد قبض أمانتك في السابعة عشر من عمرك، ولم تعلم بأنك مدفونة على بعد آلاف من الأميال.


أسلك طريقي يوميا إليها بجانب روضة دمشق، روضتنا، وأمضي الليل برفقة خالي يوسف مع "فلتر زقارته"، مقابل الحديقة، والذي صرح لي قبل سويعات بأنه قد دخل التسعين من عمره،

و"حلف علي أن أذكر الله و ما أنظله!".



تباً لذكريات العيد.

Tuesday, August 24, 2010

رسالة بلا عنوان


إليها،

أليس مضحكا كيف تُسيرنَا الأيام، أجد نفسي في مقعد الطائرة المتوجهة إلى الهند، أحذوا بخطوات جدي النوخذه في سفره من الكويت إلى قطر ومنها إلى كيرلا، ولكن رحلتي هذه لم تستغرق سوى بضع ساعات، محددة بأربعة أيام، لن أنتظر موسم القفال لأرجع إلى الوطن، وحتما سأعود هذه المرة وبصحبتي العقد الذي وعدتك به مسبقاً، والذي سيزين عنقك.

آنستي، لا زلت متمسكا بمهنج الرسائل رغم تطور وسائل الاتصال، وأعرف يقينا مدى قدرتك على تحليل الكلمات من رموز إلى معان ذات مغزى، وأعلم أنكِ أكثر دراية فيها عن غيرك، وعرفت من الحياة بأن الرسائل ليست سوى غاية للتواصل بين روحين منفصلتين في بقاع الأرض، ومهما اتسعت المسافة بينهما، إلا أن مصيرهما واحد، ويحتم علينا الاختيار.


تعتلج الكلمات في صدري، أبقى عاجزا عن التعبير عما يختلج الفؤاد ردا على كلام العجوز التي طالعتني للمرة الأولى، وأفصحت عن طالعي فجأة، ولكني بعد فترة اكتشفت بأن العجوز كانت تعاني من الخرف، ما يفسر ما هذيت به إلي، و أن كل ما قالته لي لم يكن سوى أوهام اعترت عقلها.


آنستي، إن الحياة مثلما قلتي أنهاراً قد تغير مجراها، ولكن موقفي مثل الروافد ثابتة في مصبها لا تتحرك،


جل ما أخشاه في رحيلي أن أعود لأواجه مصير محمد الفايز، عندما وطأت قدماه تراب الوطن ليكتشف أن "طيبة" حبيبة العمر أنقضى أجلها، عندها سأردد ما قاله في مذكرته الخامسة


عندي خُمور
عندي عُطور
عندي بَخور الهند يا تجار مكة يا ملوك
عندي القلائد و الأساور للجواري و النساء
من يشتري أفراح بحارٍ يعود مع المساء
الشمس في عينيه ماتت مثلما مات العبير
و النور في بيت خلا لولا حصير
و فتيل مسرجة كأهداب الضرير
لِمَ تُنبت الأرض الزهور
و عظام موتانا بها؟ أين الحبيبة؟
ماتت من الجُدَريِّ طيبة
من يشتري كل المَحار؟
من يشتري كل البِحار؟
بعيون طيبة يا نهار
قد أطفأت عينيك عيناها فحاربْتَ الضياء


أو أن أجد نفسي ملازما لفهد العسكر في معاقرة الصهباء، بينما يرتل قصيدته "نوحي" على مسمع رواد المقهى، وكل ما أخافه أن يصل إلى ترتيل تلك الأبيات التي أتحاشاها


قد أرغموكِ على الزواجِ بذلك الّشيخِ الوضيعْ
أغْرَاهمُ بالمالِ وهوَ المالُ معبودُ الجميع

فقضوا على آمالنا ، وجنوا على الحبِّ الرفيعْ

ما راعَ مثلُ الوردِ يذْبُلُ وهو في فصلِ الربيعْ
**********
قد زيّنوا الأحداثَ ـ ويلهمُ ـ وسمَّوها مَخَادع
كمْ ذُوِّبَت فيها كُبودٌ ، واكتوَت فيها اضالِعْ
وتحطّمتْ مُهَجٌ ، وسالت أنفُسٌ ، وجرَت مدامعْ
هذا ، وما من زاجِرٍ ، كلاّ ولا في الحيِّ رادعْ
**********
زُفَّت وهلْ زُفَّتْ فتاةُ الحيِّ للزوجِ الحبيبْ ؟
هل أخفَقَت أم حقَّقتْ بزفافها الحلْم الذّهيبْ
وارحمتاهُ لها ، فقد زُفَّتْ الى الِّسجنِ الرهيبْ
وغَدَت بهِ نهْبَ الجوى ، والشَّجْوَ ، والهمّ المُذيب


الهند

٢٤ أغسطس ٢٠١٠

Saturday, August 7, 2010

في الحظوظ و الصدف




سألتني .. هل تؤمن بالحظ أو الصدف؟، لم أكن بعد مستعد نفسيا لهذه النوعية من الأسئلة المباغته، ولكني لم أتلفظ سوى بالكلمات التي أقتنعت بها، بأني لا أؤمن بالحظ، بينما أؤمن بالصدف، ربما تبرير هذا التناقض بحاجة إلى ساعات عدة لتوضيحها، لم أتردد باستدراك حديثي أن الحظ لم يكن يوما في صفي، بل على النقيض، فهو ندي الأبدي.


قيل لي بأن حظي سيكون تعيساً دائما، وفقاً لتاريخ ميلادي، لذا لن يغير ذلك شيئا،وهذا الشيء ما أكدته العرافة التي قابلتها قبل أسابيع في نيفادا.


فتحت حقيبتها الصغيرة التي حملتها معها، وأخرجت منها عملة ورقية، أجبتها ممازحا "نحن لا نقبل التبرعات النقدية"، ابتسمت، وأصرت أن تسلمني ورقة نقدية أخرجتها من محفظتها، انصدمت عندما تبين لي بأن العملة التي أهدتني هي دولارين في ورقة نقدية واحدة أمريكية؟، سألتها هل سرقتيها من لعبة "مونوبولي" لأختك الصغيرة نينا؟


لم تتمالك كرستين نفسها من الضحك، وأوضحت أنهاعملة نقدية نادرة، لم يكتب لها النجاح في عملية التدوير، ولكنها لا زالت قابلة للصرف، لافتة إلى أنها تجلب السعادة و الحظ الوفير لمن يحملها، وعندما رفضت قبولها، أصرت على الاحفتاظ بها لأنها ترى بأني بحاجة إليها أكثر منها، وفضلت أن تهديني أعز ما تملك قبل رحيلي من مدينة شيكاغو.


وعدتها أني سأحتفظ بالورقة ما حيت، لعل في أحد الأيام سأتمكن من توريثها إلى ذريتي، إن كتب الله عز وجل ذلك.


اقترحت أن نذهب إلى مطعم القدس القديمة، وهو مطعم لفلسطنيين هاجروا من القدس الشرقية إلى الولايات المتحدة قبل نحو ٥٠ عاما، إلا أني أصريت على الذهاب إلى مطعم الإيطالي، والذي يبتعد نحو شارعين من المقهى الذي جلسنا فيه، قررنا الذهاب إلى دار السينما لمشاهدة فيلم "اختراع الكذب"، والذي يحكي عن أول رجل اخترع الكذب في العالم، كل ما تبادر إلى ذهني كيف أن أكون الشاهد أول أكذوبة في تاريخ البشرية


أحداث الفيلم تشير إلى أن البشر كانوا يعيشون يوميا على بوح الحقيقة القاسية، من دون أي تخفيف لها، وبإمكان المشاهد أن يرى التأثير السلبي لهذه الكلمات على شخصيات الفيلم المتعددة، حتى أن أحد شخصيات الفيلم بدأ يفكر بالإقدام على الانتحار لأيام عدة، إلى أن تدخل بطل الفيلم ليخفف عنه آلامه.


بعد الفيلم بدأت بالتدبر بأحداث الفيلم و بقساوة الحياة إن كانت تعتمد كليا على بوح الحقيقة، وأن البشر سيصرحون بكل ما سيجول في خاطرهم، لك أن تتصور مقدار الأذى النفسي الذي قد يسببه الأشخاص لبعض، وهذا لا يدفعنا على الكذب والافتراء دائما،ولكن هناك أكثر من طريقة لقول الحقيقة، منها أن تختار المفردات بعناية، لتصل المعلومة بطريقة خفيفة بأذى أقل.


توصلت الليلة إلى أن الحياة بالحقيقة فقط هي حياة باردة قاسية، خالية من الأحساسيس أو المشاعر، يحتوي الفيلم على عمق فلسفي رهيب، ما دفعني إلى التفكير الليلة في نفسي، لست من الذين يؤمنون بالمناطق الرمادية، أرى الحياة أحد اللونين إما أبيض أو أسود، لا مجال للون الرمادي أو وجود بقعة مشتركة، كل ما أعرفه بأن هناك الخطأ و الصواب، و أن الإنسان ينبغي في النهاية أن يميل لما هو في جادة الصواب، ولكن تختلف القرارات بحسب النسبة، تباً للنسبيين!


الليلة هي الأخيرة لي هنا، وسأغادر غدا الولاية متوجها إلى العاصمة واشنطن، لذا فضلت أن أطيل بعض الشيء في المدينة، لأستمتع بناطحات السحاب العملاقة، إلى أن أوصلت كريستين إلى مقر سكنها، أوعدتني قبل أن أذهب بأن احتفظ بعملة الورقية، وتمنت لي حياة سعيدة.. كانت عبارتها الأخيرة لي "كم هي محظوظة"،وعندما سألتها عنها لم تجبني، بدأت أصدق بما صرحت به العرافة.

-- أكتوبر ٢٠٠٩


العملة النقدية.

للمزيد من المعلومات عن العملة النقدية هنا

Saturday, July 17, 2010

مسألة ضمير


من يعرفني عن كثب سيكتشف أني لست من الأشخاص الذين يحلمون أبدا، كل ما أتذكره من الليلة الماضية هو السواد و العتمة، ولكن هذه الأيام اختلف الأمر كليا، بدأت أعاصر أحلاما بعضها الغريب و الآخر أجد صعوبة بالغة في فهمها، لست من الأشخاص الذين يصدقون الأحلام، أو يسعون إلى معرفة معناها، إلا أني وجدت نفسي في ليالي عدة أقف أمام نفس الصورة التي التقطت في أحد المباني خلال رحلتي إلى الولايات المتحدة.

أورد هنا ما كتبته في مذكراتي.


أستمتعت كثيراً اليوم، خطيت بخطوات والدي هنا في نيويورك، عندما بلغت الثامنة من عمري، اصطحبني والدي إلى أماكن كثيرة أثناء زيارتنا إلى نيويورك، أولا إلى حاملة طيرات الانتربد، و الثانية إلى سنترال بارك، و الأخيرة إلى تايم سكوير، ولكن للأسف "كاتس" لم يكن لها نصيب في هذه الرحلة.


ولكن قبل زيارة هذه الأماكن المتفرعة، زرت مقر صحيفة النيويورك تامس، وهي صحيفتي المفضلة، الكثير من الزملاء يفضلون الواشنطن بوست عليها، ليس المقصود تهميش من مكانة الأخيرة، ولكن هناك أقسام في النيويورك تايمس لا يمكنك أن تغفل عنها، مثل نشرتها الأسبوعية الثقافية، لاسيما قائمتها الشهيرة لأكثر الكتب مبيعا، و الملحق التكنولوجي اليومي، إضافة إلى قسمها الدولي، والذي قابلته الليلة.


الجولة في أرجاء المكان كان لطيفا، سنحت الفرصة للقاء رئيس التحرير، ورئيس القسم الدولي، فضلا عن نائبة رئيس مجلس الإدارة، ولكن ما لفت انتباهي هي الصورة المعلقة على الحائط في الدور الخامس، وهو الطابق المخصص لفائزين بجوائز البوليتزر من الصحيفة، وهم كثر!


الصورة المعلقة في الطابق الخامس هي لأحد أشهر المصورين الذين استعانت بهم الصحيفة، ويدعي كيفن كارتر، كانت الصورة لطفلة سودانية تعاني من جوع و فقر شديدين، لا يطاق، لم يحاول كارتر مساعدتها،وإنما ظل لساعات -على حد رواية المسؤولين في الصحيفة- لإلتقاط صورة معبرة للطفلة، كان ينتظر أن يفرد النسر جناحيه خلف الطفلة، لتصبح الصورة مثالية جداً، ولكن باءت محاولاته بفشل ذريع، التقط كارتر الصورة، ومضى في طريقه من دون أن يساعد الطفلة.

الصورة نشرت في صحيفة النيويورك تايمس في عام ١٩٩٣، وتلقت الصحيفة سيلا من الاتصالات تستفسر عن مصير الطفلة، وطالب العديد من الصحافيين من الصحيفة أن تعد تقريرا مفصلا عن الطفلة، و حالة المجاعة التي تعاني منها أطراف السودان، وانتقدت الصحف الأمريكية بشدة تلك الصورة، ووصفت المصور "بالمعتدي جنسيا و الظالم و القاسي"، لأنه لم يكترث بمساعدة تلك الطفلة المسكينة.

وحاول عدة صحافيين أن يحاولوا معرفة مصير الطفلة بعد الصورة الفوتوغرافية، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة، وأنه من الأرجح أنها لقت مصرعها نتيجة الجوع.

حصد كارتر جائزة البولتزر للصحافة عن أفضل "فيتشر صحفي" في عام ١٩٩٤، وهو يأتي من أصول جنوب أفريقية، ولم يتحمل الانتقادات التي استمرت بملاحقته إلى أن انتحر في السنة ذاتها التي حصل على أشهر جائزة للصحافة.

الضمير على حد قول رئيس التحرير أدى إلى الانتحار، وأورد في رسالة انتحاره إنه ربما سيلاقي تلك الطفلة التي لم يتمكن من مساعدتها، ويقول في رسالته الأخيرة، إنه ربما ستسنح له الفرصة للقائها.. إن كان محظوظا!

الشيء الوحيد الذي يبقيني ساهرا حتى الآن هو انعدام ضمير المصور لتلك الطفلة المسكينة من ناحية، و إحساسه و ضميره الذي أنبه لفترات طويلة إلى أن انتحر، ما لم استطع فهمه، لماذا شعوري بأن انتحاره هو الحل الصحيح له، ولماذا انتحاره يشكل رمزا للمسؤولية؟

ما أعرفه، أن الانتحار هو شيء جنوني، ولا يجوز أن يحدد الإنسان مصير حياته في الأساس لأنه في النهاية الأعمار بيد الله عز وجل، وإنما في هذه الحالة فإن انتحار كيفن كارتر شكل صورة للضمير.

ما أود أن أتوصل إليه، إن ضمير كارتر يشكل شرفا كبيرا لضميرا حيا، بينما في وطني الكويت، الكثيرون سرقوا الملايين، و يتنعمون بأموالنا، أموال الشعب المسكين، ولا يعانون أبدا من الصور التي كانت تطارد كارتر منذ التقاطه لتلك الصورة.


في بلدي الملايين تنهب من مناقصات، رشاوى، و غيرها من المحرمات، و في نهاية النوم، يتمكن سراق المال العام من النوم، نوما هنيئا، بينما جفت عيون كارتر،و انتحر في النهاية، .. نعم لكارتر ضمير و شرف.


-- أكتوبر ٢٠٠٩


* صورة كيفن كارتر الشخصية، و بجانبها الصورة التي التقطها

في ١٩٩٣ كما بدت في مبنى النيويورك تايمس.


الصورة الأصلية التي التقطها الراحل كيفن كارتر.



Thursday, June 24, 2010

الجامع الوجيز في غرائب أسفار القرمتي - المبحث الثالث الفصل الرابع


المبحث الثالث

عنوان المذكرة: المنهج التجريبي القرمتي، الجزء الأول.


سنحت لي الفرصة الالتقاء مع البروفيسور وارن لارود في مدرسة رينولدز للصحافة، وهو أحد الفائزين بجائزة البولتزر الأمريكية المخصصة للإعلام والصحافة في منتصف السبعينيات، على خلفية تحقيق صحفي أجراه عن "بيوت ممارسات البغاء" في ولاية نيفادا، لم أرد أن أكون مثل الجميع متلهفا لسماع تحقيقه المجنون و الجريء، لذا حرصت أن أجر حواري معه إلى الحياة الريفية البسيطة هنا، و بعض أطراف السياسة الدولية التي أجيد تحليلها.


البروفيسور لارود، أبدى اهتماما جما عندما جرنا الحديث إلى الأوضاع في الشرق الأوسط، و عن الحرب الكويتية العراقية الباردة أخيرا، وتفاصيل حضوري لاجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، داهمنا الوقت في المكتبة العامة، ولم يتسن لنا تكملة محاور حديثنا الشيق، لذا دعاني لشرب الجعة ليلا في أحد الحانات المشهورة.


أعجب البروفيسور لارود في في حديثنا، ما جعله يدعوني في المساء إلى ليلة سمر في أحد الحانات المشهورة، لبيت الدعوة الماجنة، ووصلت إلى المكان المنشود في تمام الثامنة مساء ، مرتديا بدلة داكنة السواد، وقميصا أبيضا وربطة عنق حمراء، طلبت صاحبة الحانة عند دخولي هويتي الشخصية، لتتأكد بنفسها من بلوغي السن القانونية لتناول الجعة، تفاجئت عندما أخرجت جوازي الأزرق من جيب معطفي، ولكني بررت حمله لعدم امتلاكي هوية تبرز معلوماتي الشخصية بالإنكليزية.


تسامرت مع البروفيسور الذي تناول عدة كؤوس من الخمرة الرخيصة، وبدأ حوارنا بمناداة "ستيفني" صاحبة الحانة لتأخذ طلبي، إلا إنني خيبت أمل الأثنين بطلبي مشروبا غازيا بدلا من معاقرة الصهباء، ما دفع "ستيفني" إلى السخرية من طلبي قائلة " إنك تعلم أن تختار ما تشاء من أي مشروباتنا الكحولية ؟"، أجبت ردا لخفة " طينتها " بابتسامة عريضة.

لم يمانع البروفيسور لارود من الإفصاح عن الجوانب التي لم يشير إليها في القصة، ولكنه في الوقت نفسه طلب مني أن لا أشير إليها في أية تقارير، ولم يمنعني من تدوين ما وراء تلك القصة في "مذكرتي"، بعدها لفت البروفيسور بنبرته الخشنة إلى أن المكان لا يزال موجودا، ومدني بالعنوان، و رقم المكان إن أردت الذهاب للاستطلاع و التمتع إن أردت، ولكن نبهني قائلا " إياك أن تلتقط صورا فوتوغرافية للمكان من دون إذن صاحبة المنزل".


غادرت المكان بعد أن عبَّرت عن خالص شكري للبروفيسور الذي قضيت معه لأكثر من ساعتين تحدثنا بشتى المواضيع، مع النصائح المستقبلية، منها إنشاء مدونة إلكترونية، بشخصية جمهولة الهوية،و غيرها من الأمور، لم يكن من المفترض أن تميل إلى الجانب الأدبي، ولكنها في النهاية جزء منها.


في طريق عودتي إلى فندق بلازا ريسورت بدأت شياطين نيفادا، وهي الولاية الأكثر سرعة في إتمام عقود الزواج في العالم، والولاية المرخصة الوحيدة لمثل تلك الدور، و عقر دار الشياطين في الأرض تلعب بي، حاولت التملص من تلك الأفكار، إلى أن تلقيت اتصالا من عبدالعزيز بو صِرَّه، الذي راقت له الفكرة، وتطوع بتأمين سيارة أجرة تنقلنا من و إلى تلك المنطقة، في خطوة علمية أسماها بالـ " اتباع خطوات البروفيسور" لهدف علمي بحت.


لم يكن أحدا على علم برحلتنا الليلة إلى المنطقة "المبوءة"، والتي لا تبتعد عن مقر إقامتنا سوى 45 كيلو متر، و وثقت هذه الرحلة في دفاتر المخصصة للرحلات على أنها رحلة لاكتشاف الحياة الغربية الفاجرة، المضحك أننا دخلنا بكاميراتنا و مسجلاتنا و أقلامنا دون أن ينشر لها شيئاً، رغم موافقة الأطراف المعنية، إلا أن تحقيقي و تحقيق بو صِرَّه كان من المفترض أن ينشر في دولتين مختلفتين، إلا أنه تعذر نشره لأسباب خارج عن إرادة الجميع.

التتمة قريــباً.

* الجو الصحراوي لم يمنع من انخفاض درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر حسب المقاييس السيليزية.


Thursday, June 10, 2010

Sunday, June 6, 2010

فقدان الحكمة



لم تكن صحيفة "القبس" مخطئة قبل ثلاثة سنوات و نيف، عندما طلبت في افتتاحيتها من " عقلاء " المجلس – المقصود هم أعضاء المجلس ذو العقول النيرة- إيقاف العبث السياسي التي تعيشه البلاد والحياة البرلمانية.

في جلسة خاصة للمجلس الثلاثاء الماضي، والتي خصصت لمناقشة الاعتداء الصهيوني على "قافلة الحرية" المحملة بالأطنان من المساعدات الإغاثية والإنسانية لقطاع غزة المحاصر، أصدر المجلس قرارات عديدة أهمها توصية بانسحاب الكويت من المبادرة العربية للسلام.

الحديث عن المبادرة العربية للسلام تدخلنا في عدة نقاط مهمة، لابد من توضيحها، أولا أن السياسات الخارجية للدولة هي من صميم اختصاصات السلطة التنفيذية، كما يتدخل فيها الرغبات السامية في توجيه وترشيد العلاقات الرسمية بين الكويت وغيرها من الدول الشقيقة و الصديقة، لذا تبقى تلك القرارات سيادية، لا يجوز من التدخل فيها.

ولكن لا ينحسب توجيه المشورة أو النصيحة في هذا الجانب، لأنه مفتوح في أي وقت، أما ثانيا، فإن انسحاب الكويت من المبادرة سيدخلها في تأويلات سياسية خارجية، منها دعم الكويت للعمليات الإرهابية أو انتهاج وتحفيز العنف لحل القضية الفلسطينية، وهي ترويج لسياسة خارجية سوداء خاطئة، ولا يمكن للكويت بالعقل او بالمنطق أن تدخل في هذا النزاع،لأنها لا تمتلك القوة و لرغبة السياسية على الصعيد الدولي، ولم تكن في الفترة الأخيرة في المفاوضات العربية - الإسرائيلية ولا تملتك حتى أو الطاقة العسكرية لهجوم، فهي لا زالت في نطاق الدول النامية المتخلفة.

في الجلسة ذاتها أعلن رئيس المجلس جاسم الخرافي أن اللجنة التشريعية و القانونية البرلمانية ستقدم في جلسة الثلاثاء المقبلة (بعد غد) قانون يجرم فيه الاتصال بإسرائيل، ويتبادر إلى الذهن كيف بإمكاننا الاتصال بالكيان الصهيوني، ونحن لدينا قانون يمنع التطبيع مع إسرائيل، كما أننا في بقعة جغرافية بعيدة كل البعد عن الكيان، فكيف سنتصل بهم؟، فضلا عن أننا في الكويت لم تنحتضن يوما أي سفارات للكيان أو مكاتب تجارية تابعة لها، فكيف سيتم الاتصال أو التعامل معهم؟

الحديث عن القانون سيسجل للكويت مواقف و سمعة سيئة على الصعيد الدولي، فإن التجريم بالاتصال أولا أو غيرها من التجريم، سيتخذ من باب نشر مفاهيم و مبادئ الكراهية بشكل علني على السامية، ولا أحتاج بأن أذكر أن المجتمع الدولي على سبيل المثال يتفق بصدق وقوع " الهولوكوست "، وفي فرنسا يغرم كل من لا يؤمن أو يصرح بعدم وقوعها، السؤال ما سيحكم علينا كدولة؟


ما أحب أن أشيد به هو النائب " العقلاني " - في الجلسة الثلاثاء فقط- خلف دميثير، والذي عارض، وأوضح عدة نقاط، منها عدم أحقية مجلس الأمة التدخل في مثل هذه القرارات، وهنا أحب أن أشجع الجميع في الرجوع إلى مضبطة تلك الجلسة، و الاتحتفاظ بها، لأنها ستوضح بشكل كبير مستوى عقلية النواب وحصافتهم الساسية.

الانتقاد يوجه لأعضاء اللجنة الخارجية البرلمانية ورئيسها النائب مرزوق الغانم، الذي كان عليه أن يقف معارضا لقرار المجلس الخاطئ، ولو كان النائب السابق محمد الصقر موجودا، لم نكن لنرى لجنة شؤون الخارجية بهذه الفوضى، أو في عدم الانضباطية، والتخبط بدأ منذ تقديم تقرير الحالة بين الكويت والعراق، و لولا وقوف النائب أحمد السعدون لإياضح أحقية المجلس، وعدم دستورية البحث أو حتى تسليم تقرير اللجنة، و قرارات مجلس الأمن لكان خطأ فادحا، وتقع مسألة الإنسحاب من المبادرة يقع في نفس الخانة.

إن عملية الانسحاب من المبادرة ترتبط بعدة أمور، أولا أن الانسحاب سيؤثر في علاقة الكويت في الدول، منها علاقتنا المتوترة مع المملكة العربية السعودية لعدة أسباب ليست محور الحديث، وعلاقتنا أيضا مع السلطة الفلسطينية القائمة برئاسة أبو مازن محمود عباس، وسؤال المليون هو: كيف تنسحب من مبادرة جمعت العرب في ٢٠٠٢، والكويت التي قادت المصالحة العربية، وأكدت في قمتها أهمية اللجوء إلى السلام و حل للسلطة الفلسطينية سياسيا؟


الخطأ لا يتحمله المجلس لوحده، وإنما الحكومة التي بينت عن سذاجه وزيري الدولة لشؤون مجلس الوزراء الذي تلا البيان الحكومي، و وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الذي لم يصرح بأي شي، وتخاذل في الموافقة على التوصيات جميعها! كان من الأجدر عدم الموافقة في الجلسة و إيضاح الأسباب، ورغم من مديح حركة حماس، و قادة حزب الله في لبنان، لكنه لم يرافقه أي تصريح رسمي من الحكومة الكويتية، وهنا يا سادة يبين لنا أنها وقعت في خطأ.


ملاحظة أخيرة:

الشعب الكويتي لم يكن يوما مهتما في القضايا المتعلقة في الشأن الفلسطيني، و يحمل البعض الكثير من الكراهية إليه بسبب تواطئه مع النظام العراقي البائد، و بما إني أعد نفسي من القوميين العرب في بعض الأحيان، و اهتمامي بالقضايا الدولية أكثر من المحلية، فإن المهتمين من الكويتيين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، و الدليل على ذلك فإن الاهتمام بالشأن الفلسطيني توليه السلطة و لجنة مشتركة بين جمعية الخريجيين و الثقافية النسائية، وهي اللجنة التي تلتفت إلى قضايا المتعلقة بالتعليم و الجوانب الإنسانية، ولا تهتم بالشأن السياسي، لذا أود أن أعبر عن استيائي من النفاق الاجتماعي الكويتي خلال الفترة الماضية.

Tuesday, May 18, 2010

الجامع الوجيز في غرائب أسفار القرمتي الفصل الرابع




مقدمة:


تعلمت توضيب الحقائب منذ بلوغي الثامنة من عمري، بفضل تنقل والدي كل بضعة أشهر إلى مكان آخر، لم تكن رحلاته بغرض التمتع السياحي، وإنما لظروف عمله القاهرة، فهو لم يستقر في بلاده إلا متأخرا، وجدت نفسي في بلدان لم أعلم بوجودها على الخارطة، مدن لم أكن أرغب في المكوث فيها، ومقاهي تمنيت أن أقطن فيها.


ما يجذبني في السفر هي تلك الغريزة الإنسانية التي تمتلكني كلما زرت مكانا جديدا، الضياع بين أزقة المدينة الفارهة، التعمد في التوهان بين شواع فينسيا أو باريس أو نيورورك أو حتى سافانا، كلها مدن عرفها جواز سفري قبل أن تتوطد معرفتي بها، كل ما تبقى من تلك الحقبة صورا فوتوغرافية مستخرجة من مصنع والدي الفوتوغرافي المنزلي.


ورثت عادة السفر عن والدي، لم أجد نفسي مستقرا في مكان واحد لأكثر من أسابيع قليلة، أحب الترحال، يعلق والدي على كثرة سفري المرتبط بالعمل أني بدوت كالسندباد، مستعدا للسفر مع كل فجر جديد لاستكشاف العالم الجديد، وتكون ردودي على ذلك النعت بأني أخذتها من جدي النوخذه، أجمل ما في سفرات العمل فرصة الوصول إلى أماكن لم تخطر على عقلي، لأيام محدودة، تساهم في كسر حاجزي الروتيني، أبدأ معها في تدوين ما يدور في الرحلة، مهنة التأريخ و التوثيق ليست سهلة، وما يزيدها حلاوة تلك التفاصيل الدقيقة التي أعيشها.


لم تجرني رياح سفني إلى الولايات المتحدة بمفردي من قبل، رغم استقراري بها لسنوات لا بأس بها مع والدي أثناء عمله، ولكن مغامرتي الصغيرة هذه استغرقت شهرا، بين ثنايا خمس ولايات متناثرة في كل الاتجاهات الكونية الأربعة الرئيسية، صبغت على الرحلة أحداث دراماتيكية و ميلودرامية، لذا سيكون الفصل الرابع من تحفتي مؤلفي " الجامع الوجيز في غرائب أسفار القرمتي " مكونة من أوراق و مذكرات مختلفة، لن تكون متناسقة أو متكاملة، بل مواقف متنوعة بأسس مختلفة، قصيرة،عميقة،مكثفة.


بداية المتن :


وسط عاصمة ولاية نيفادا اكتشفت العرافة بين عروق يدي اليمنى أني سأشقى في حياتي لا محالة، بادرتها بتساؤلي عن أي شقاء تقصده لعابر سبيل مثلي، لم يجد في موطنه منزلا، زافة إلى مسامعي قرب لقائي بها، موضحة عدم تمكني هذه المرة الهروب.

لم أجد في وجه العرافة أي دلالات "مايكرويه"* يدل على مزاحها، سألتها مجددا هل تعرفت عليها من تعاريج خطوط يدي المتشققة من آثار ضرب استاذة اللغة العربية و قلمي؟ ، فلم ترد، وبعد تنهيده أقلقتني استرسلت قائلة " إن أجبت على تساؤلاتك فلن تكون مفاجأة، ولن تصدقني"، أخذت بضعة دولارات كنت أخبؤها للحاجة إلى يدها اليسرى، إلا أنها أفلتت بيدي اليمنى، قلت " يا إمرأة عن أي شقاء تتحدثين وأنا أكثر الأفراد راحة للبال، اكتفت بإبتسامة"، و قالت " ستعرف قريبا".


في طريقي إلى الفندق لم أتمكن إزالة أغنية خالد الشيخ رحلة الغجر عن بالي، كيف لكاهنة أن تفاجئني في الخامسة و النصف فجرا، وعندما طلبت منها بالمزيد من التفاصيل من باب تقصي الحقائق و الفضول أن تمتنع عن الإجابة، أبقاني ذلك الحوار القصير صاحيا طوال الليلة، أحدث نفسي عن فرضيات وقوع صدى كلامها واقعا.

بدأت أعتب على قريني الذي فضح أمري أمام إمرأة لا يعرفها ، في ولاية يعيش سكانها بحثا عن الفضة في صحراء يشقها أعمق نهر و بحيرة في الولايات المتحدة.


هل كذب المنجمون ولو صدقوا؟

-- أكتوبر2009

*المقصود بالمايكرويه بعلم المايكرو سايكولوجي، وهو أحد فروع علم النفس الحديث



Wednesday, May 12, 2010

خمسة


1


توصلت الشهر الماضي لوصفة جديدة لإزالة الضرر الذي أصبت به، وهو مرض عضال عصيب، لم يبتكرالعلماء بعد العلاج الشافي له، لكني تمكنت من اكتشافه بمحظ الصدفة.



الدواء الذي وجدت تركيباته يكمن في الوقت، أن تفسح المجال له للتحرك ليلعب دوره من دون تطفل، ولأني أؤمن بالقدر، و اختبرت " عملاته السوده" في أوقات سابقة، وجدت نفسي في طريقا جديدا، لم يسبق لي دخوله، وبعد فترة من ولوجي فيه، سنحت لي الفرصة لمقابلة القدر وجها لوجه.



طلب مني في بداية لقاؤنا الشروع في بدء عملية المفاوضات، التي ستنتهي بإبرام معاهدة و صلح دوليين، في محاولة منه لتصحيح الأوضاع التي " ودَّرني" فيها، وبين رغبته من خلال دردشتي معه في صياغة معاهدة سايس بيكو مجددا، وبسبب حنكتي السياسية، احبطت مخططه قبل أن يجرني إليها.



أرجأت اعتماد الاتفاقية لحين إعادة ضبط التعديلات التي أصريت عليها، جرت مراسيم التوقيع دون أي وسائل إعلامية ممكن أن تضخم أو تصغر من حجم الاتفاقية الفذة و الفريدة من نوعها، الأجواء التصالحية باتت أكثر بزوغا من المصالحة السعودية السورية الأخيرة.


2


تعلمت الحكمة في التعامل مع الأحداث اليومية أخيرا، أحسب الكلمات التي تبدر مني، و إن كانت من باب حسن النية، الذي تعودت عليه، ولكني اكتشفت أن قول الحقيقية لأشخاص لا يتقبولنها بصدر رحب أمرا غير مقبول اجتماعيا، قررت بعدها الاحتفاظ بتلك الأفكار المتسلسلة في دفتر يومياتي، الذي بدا متخما من الأوراق الصغيرة و المتوسطة المطوية، صرت أكتب ما يدور في ذهني في أي قصاصات أو محارم ورقية أجدها أمامي.



المشكلة التي أواجهها في أغلب الأحيان، الصعوبة في المجاملة بالأمور التي لا تحتملها المجاملة و " البعطزة" فيها، لاسيما أن بعض المواضيع يتحتم على الفرد أن يبوح بالحقيقة الغائبة عن أعين البعض، ولكن نتاج قول الحقيقة دائما ما يكون سلبيا في معظم الأحيان، وكأنني تسببت في التقليل من شأنه، حتى يظن البعض أني أسعى إلى شيء ما، ولكن في الحقيقة كل ما أردته أن أضعه في الصورة في أقل عدد من الكلمات بألطف المفردات و السبل أمكن.


3

لم أجد الأسباب الكافية لأحدد سبب انقطاعي عن التدوين، سوى إنني استنفذت كل طاقتي الكتابية، ولأني من الأشخاص الذين لا يحبون الخوض في نقاشات عقيمة من دون فائدة مرجوة من تدوينها، لذا آثرت التوقف مؤقتا، لا أخفي عليكم رغبتي في كتابة العديد من المواضيع التي زارتني في الكرى، إلا أني فضلت عدم الخوض فيها.

على رغم أن التدوين فضاء حر بعيد عن القيود الحقيقية، إلا أني واجهت قيودا افتراضية، ربما يكون استعيابي للرقابة الذاتية، وحقيقة ما يقال عن ليس كل ما يقال يكتب، أو الرقابة الذاتية للكُتاب وجدت طريقها منذ أيام دراستي في الجامعة.


4


ربما يكون الرقم أربعة عاديا بالنسبة للجميع، إلا أنه يحمل الكثير من المعاني بالنسبة لي، شهد يوم مولدي الميمون، والذي استمتعت فيه بيوم حافل مع صديق المهد و الطفولة، تطرقنا إلى أول يوم تعرفنا به على بعض، وكيف جمعتنا السنين إلى اليوم، صديق الطفولة ألزمني بوضع تصوراتي للمرحلة المقبلة من حياتي، و رسم أبرز معالمها، توقعاتي، وأفكاري.

استمرت العملية لساعات و ساعات، لم أدرك أن الساعة بلغت الواحدة فجرا، بينما نحن في أحاديثنا هذه، نقلب دفاتر الذكريات، و ما خلفتها مشاغلنا الكثيرة، المهم في الموضوع إني توصلت إلى قائمة ترضيني مبدئيا، المضحك في القضية أنني لم استطع أن أصل إلى أكثر من عشرة بنود للقائمة، لم أكن أتصور أن يكون إدراج المطلوب بهذه الصعوبة، ولكن في النهاية أدركت أنه أمر حتمي لمن هو في موقعي الآن.


5


بدأت بعض المفردات التي يثار تداولها أخيرا على المستوى المحلي تؤثر على أعصابي، كلمات جديدة هابطة مثل " التناغم" للرئيس اللجنة المالية والاقتصادية د. يوسف الزلزلة، والتي " ذبحنا " منذ استئناف لجنته بحث أمر التخصيص، إلى اليوم في تعديل على بعض مواد الخطة السنوية!، ناهيك عن تداول بعض النواب لكلمة أحمد السعدون في المداولة الأولى للقانون " إن قانون التخصيص الحالي وفر ضمانات للعاملين في المؤسسات و الجهات الحكومية التي ستخصص لم توفره أي دولة في العالم"، تداولها أمس النواب عبدالرحمن العنجري ثلاث مرات، د. رولا دشتي 4 مرات، يوسف الزلزلة 3 مرات، علي الراشد مرتين، " نسيت " الباقيين.



ولكن بدأت مسألة التكرار الكلمات و المفردات الدخيلة على المجتمع تثير سخطي و غضبي، وفي قرارة نفسي أعلم أن الكويتيين راح " يطلعون عينا " باستخدام تلك المفردات لمجرد " الشحاطة "، مثل تسمية أحد " البارات" لقب B52 على مشروب كحولي، أو حتى ظهور " منقاش " الذي أسقط مروحية" الأباتشي " بـ " أم صجمة"، " طرقاعة عليه!".

الله يستر من القادم، على العموم بدأت منذ أشهر بتدوين بعض المفردات الجديدة المتداولة من السياسيين و النواب و السادة الوزراء، أحد الأصدقاء اقترح أثناء تناولنا لوجبة العشاء أمس أن أشرع بتأليف قاموس " ويبستر " ولكن بالكويتي.

المشروع مغري.. " ولا شرايكم؟"