شيعنا صديقنا يوسف الليلة قبل الماضية، والذي قرر دخول القفص الذهبي بمحض إرادته، رغم تحذيرنا إياه من مغبة ذلك القرار العشوائي من وجهة نظرنا، ولكن في النهاية ساندناه في ما أراده، أقيم الحفل في مقر إقامته، لا أتذكر إني حضرت أي حفلة أقيمت في المنازل من قبل، ولكن الأجواء كانت مميزة للغاية.
وجدت أصدقاء كثر لم تسنح الفرصة لرؤيتهم منذ فترة طويلة، لم يكن ليوسف أصدقاء كثر، إلا أننا الخمسة المخلصون بقينا معه منذ أن بلغنا العاشرة من أعمارنا، لم تلتقي مجموعتنا بالآخرين منذ تخرجنا في الجامعة، جلست أتذكر الأماكن التي لعبنا فيها معا، حديقة المنزل لم تتغير، الشارع الخلفي، و"البراحة" الخلفية لا تزال خاوية، تذكرت الهروب خلسة إلى البقالة متأخراً بعيدا عن أعين أهل يوسف.
كلها ساعات قليلة ونفقد صديقا آخرا، تقلصت لائحة العازبين في الآونة الأخيرة، لم يتبق من الأصدقاء سوى خمسة، أوصلنا "المعرس" إلى قاعة الفندق، أقيمت مراسيم الزفاف، دخلنا لأقل من عشرة دقائق، أوصلناه، باركنا له، أمدناه ببعض النصائح المضحكة، ثم غادرنا خمستنا.
جلسنا في بهو الفندق نتأمل وكيف جرت السنوات بسرعة فائقة فجأة، لم أستوعب كيف مضت هذه الأعوام، الدنيا تغيرت كثيراً، الأصحاب تغيروا كثيرا، باستثناء خمستنا، ضحكتنا، أحاديثنا، نفوسنا ظلت كما هي، لم تتغير، رغم أن معظمنا حصل على ما تمناه في الحياة من وظيفة وأحلام، أعتقد أن خمستنا محظوظون جداً، كلنا حققنا ما أردناه مهنيا منذ أن تخرجنا من المرحلة الثانوية.
ما لفت انتباهي أننا نشعر جميعا أخيرا بالغربة ونحن في وطننا، لا أعرف الأسباب لذلك الشعور، ولا حتى الأصدقاء، توقعت أن تكون تلك السنوات التي عشناها خارج أوطاننا أثرت على نفوسنا مع تراكم الزمن، إلا أني لم أكن الوحيد الذي يشعر بذلك، هناك أمور نشعر بها ولا نستطيع أن نحدد ما هي.
لا أتوقع أن يعرف أحداً مدى الشعور الذي يراودنا ونحن نشعر بالغربة في أوطاننا.
الغربة تتزايد مع عدد الشمعات التي نشعلها لتزين كعكات ميلادنا
ReplyDeleteلم أتغرب..لم أدرس في الخارج وأطول فترة بقيتها خارج الوطن كانت ثلاثة أشهر
ومع ذلك أحمل غربة تتكاثر بالانشطار داخل قلبي لتحتل البطين الأيسر والأيمن والأذين الأيسر والأيمن
والله كبيــــــر
من منا لا يشعر بنفس تلك الغربه التي وصفت
ReplyDeleteشعور يسبق احساسنا بالإنتماء لنفس هذا الوطن
....
رغم العشق لترابه
رغم الحنين الذي يملكناكلما ابتعدنا
لا ان شعورنا بالغربه يكتسح حنايا كلما احتوتنا نفس الأجواء
غربه
!!
حتى الكلمه مره لما نقولها
وايد ياز لي البوست يالقرمت
وااايد
اجمل ما في التشييع هو الامر الذي يتم فعله من قبل اصدقاء المشيع على المقبور نفسه وهو في طريقه الى تابوبته الملقب بالقفص الذهبي
ReplyDeleteاما عن الاحساس بالغربه فهو امر ليس بغريب حتى عليك رغم انني لم اجرب الغربه خارج الكويت الا انني احس بالغربه في وطني مثلك لكن لأسباب سياسيه وعقائديه وعادات وتقاليد حاولت مرارا كسرها الا انني هناك من يجابهني بالعقيده بأنني كفرت بها رغم انه ما يفرضونه بعيد عن العقيده وعن المنطق ويرتضون امور فرضت من اناس يسكنون قبورهم
الغربه وما ادراك ما الغربه وهنالك قول مرض الحنين للوطن جذيه اضن اسمه واحيانا يكون الانسان غريب بين اهله وناسه
ReplyDeleteالغالية ولادة
ReplyDeleteلا أعرف أسباب تفاقهم هذه الحالات في الفترة الأخيرة، ولكني بدأت ألاحظ البعض يشعر بها في الفترة الأخيرة
الزين
قلتيها .. مرة
عزيزي الجبريتي
فقرتك الأولى أضحكتني جدا
أما الإحساس بالغربة كما تحدثنا به سابقا، ليس هناك مجالا للنقاش أو التحاور
غير المعرف
صدقتك..
عيدكم مبارك مقدماً
زيارتكم أسعدتني كثيرا
ىسعدنا اكثر اذا ترد تشارك بكتباتك المفيده
ReplyDelete