Wednesday, May 12, 2010

خمسة


1


توصلت الشهر الماضي لوصفة جديدة لإزالة الضرر الذي أصبت به، وهو مرض عضال عصيب، لم يبتكرالعلماء بعد العلاج الشافي له، لكني تمكنت من اكتشافه بمحظ الصدفة.



الدواء الذي وجدت تركيباته يكمن في الوقت، أن تفسح المجال له للتحرك ليلعب دوره من دون تطفل، ولأني أؤمن بالقدر، و اختبرت " عملاته السوده" في أوقات سابقة، وجدت نفسي في طريقا جديدا، لم يسبق لي دخوله، وبعد فترة من ولوجي فيه، سنحت لي الفرصة لمقابلة القدر وجها لوجه.



طلب مني في بداية لقاؤنا الشروع في بدء عملية المفاوضات، التي ستنتهي بإبرام معاهدة و صلح دوليين، في محاولة منه لتصحيح الأوضاع التي " ودَّرني" فيها، وبين رغبته من خلال دردشتي معه في صياغة معاهدة سايس بيكو مجددا، وبسبب حنكتي السياسية، احبطت مخططه قبل أن يجرني إليها.



أرجأت اعتماد الاتفاقية لحين إعادة ضبط التعديلات التي أصريت عليها، جرت مراسيم التوقيع دون أي وسائل إعلامية ممكن أن تضخم أو تصغر من حجم الاتفاقية الفذة و الفريدة من نوعها، الأجواء التصالحية باتت أكثر بزوغا من المصالحة السعودية السورية الأخيرة.


2


تعلمت الحكمة في التعامل مع الأحداث اليومية أخيرا، أحسب الكلمات التي تبدر مني، و إن كانت من باب حسن النية، الذي تعودت عليه، ولكني اكتشفت أن قول الحقيقية لأشخاص لا يتقبولنها بصدر رحب أمرا غير مقبول اجتماعيا، قررت بعدها الاحتفاظ بتلك الأفكار المتسلسلة في دفتر يومياتي، الذي بدا متخما من الأوراق الصغيرة و المتوسطة المطوية، صرت أكتب ما يدور في ذهني في أي قصاصات أو محارم ورقية أجدها أمامي.



المشكلة التي أواجهها في أغلب الأحيان، الصعوبة في المجاملة بالأمور التي لا تحتملها المجاملة و " البعطزة" فيها، لاسيما أن بعض المواضيع يتحتم على الفرد أن يبوح بالحقيقة الغائبة عن أعين البعض، ولكن نتاج قول الحقيقة دائما ما يكون سلبيا في معظم الأحيان، وكأنني تسببت في التقليل من شأنه، حتى يظن البعض أني أسعى إلى شيء ما، ولكن في الحقيقة كل ما أردته أن أضعه في الصورة في أقل عدد من الكلمات بألطف المفردات و السبل أمكن.


3

لم أجد الأسباب الكافية لأحدد سبب انقطاعي عن التدوين، سوى إنني استنفذت كل طاقتي الكتابية، ولأني من الأشخاص الذين لا يحبون الخوض في نقاشات عقيمة من دون فائدة مرجوة من تدوينها، لذا آثرت التوقف مؤقتا، لا أخفي عليكم رغبتي في كتابة العديد من المواضيع التي زارتني في الكرى، إلا أني فضلت عدم الخوض فيها.

على رغم أن التدوين فضاء حر بعيد عن القيود الحقيقية، إلا أني واجهت قيودا افتراضية، ربما يكون استعيابي للرقابة الذاتية، وحقيقة ما يقال عن ليس كل ما يقال يكتب، أو الرقابة الذاتية للكُتاب وجدت طريقها منذ أيام دراستي في الجامعة.


4


ربما يكون الرقم أربعة عاديا بالنسبة للجميع، إلا أنه يحمل الكثير من المعاني بالنسبة لي، شهد يوم مولدي الميمون، والذي استمتعت فيه بيوم حافل مع صديق المهد و الطفولة، تطرقنا إلى أول يوم تعرفنا به على بعض، وكيف جمعتنا السنين إلى اليوم، صديق الطفولة ألزمني بوضع تصوراتي للمرحلة المقبلة من حياتي، و رسم أبرز معالمها، توقعاتي، وأفكاري.

استمرت العملية لساعات و ساعات، لم أدرك أن الساعة بلغت الواحدة فجرا، بينما نحن في أحاديثنا هذه، نقلب دفاتر الذكريات، و ما خلفتها مشاغلنا الكثيرة، المهم في الموضوع إني توصلت إلى قائمة ترضيني مبدئيا، المضحك في القضية أنني لم استطع أن أصل إلى أكثر من عشرة بنود للقائمة، لم أكن أتصور أن يكون إدراج المطلوب بهذه الصعوبة، ولكن في النهاية أدركت أنه أمر حتمي لمن هو في موقعي الآن.


5


بدأت بعض المفردات التي يثار تداولها أخيرا على المستوى المحلي تؤثر على أعصابي، كلمات جديدة هابطة مثل " التناغم" للرئيس اللجنة المالية والاقتصادية د. يوسف الزلزلة، والتي " ذبحنا " منذ استئناف لجنته بحث أمر التخصيص، إلى اليوم في تعديل على بعض مواد الخطة السنوية!، ناهيك عن تداول بعض النواب لكلمة أحمد السعدون في المداولة الأولى للقانون " إن قانون التخصيص الحالي وفر ضمانات للعاملين في المؤسسات و الجهات الحكومية التي ستخصص لم توفره أي دولة في العالم"، تداولها أمس النواب عبدالرحمن العنجري ثلاث مرات، د. رولا دشتي 4 مرات، يوسف الزلزلة 3 مرات، علي الراشد مرتين، " نسيت " الباقيين.



ولكن بدأت مسألة التكرار الكلمات و المفردات الدخيلة على المجتمع تثير سخطي و غضبي، وفي قرارة نفسي أعلم أن الكويتيين راح " يطلعون عينا " باستخدام تلك المفردات لمجرد " الشحاطة "، مثل تسمية أحد " البارات" لقب B52 على مشروب كحولي، أو حتى ظهور " منقاش " الذي أسقط مروحية" الأباتشي " بـ " أم صجمة"، " طرقاعة عليه!".

الله يستر من القادم، على العموم بدأت منذ أشهر بتدوين بعض المفردات الجديدة المتداولة من السياسيين و النواب و السادة الوزراء، أحد الأصدقاء اقترح أثناء تناولنا لوجبة العشاء أمس أن أشرع بتأليف قاموس " ويبستر " ولكن بالكويتي.

المشروع مغري.. " ولا شرايكم؟"

7 comments:

  1. ولكم باك أغا قرمت

    خوش مشروع

    عاد تكرار الكلمة من نفس الشخص يزنط!

    دير بالك لا تختنق

    :)

    ReplyDelete
  2. يـــــــــــا هـــــــــــــلا

    تبي وبستر..أوكسوفورد..اللي تامر فيه..أنا معاك

    بس نوّر التدوين برجوعك

    ReplyDelete
  3. منور بوسطنا يالقرمت

    وانا معاك بجمع المفردات
    اعتقد ممكن نسوي منهم حدوته صغيرونه لطيفة الأحداث
    مبهرة التفاصيل
    مشلوطه التأثير

    شقلت
    !!

    ReplyDelete
  4. يا مرحبا وأهلين..منين طلعت؟

    قرأت بوستك واستوعبت النقطتين الثانية والثالثة جيدا فلن أسأل عن أمر كان يحيرني أثناء انقطاعك!

    في انتظار قاموسك الكويتي

    I really do appreciate this relatively short post!

    ReplyDelete
  5. Chandal,
    أهو بس يزنط؟ أنا قاعد أسمع الحجي و ساكت ماني قادر أسوي شي، بس صج إدبلوا جبدي

    :-)

    nanonano
    هلا فيج يا ستنا
    منور بوجودك طال عمرك، خلاص عيل دام جذي نبشل عيل
    :-)

    زينه،

    ما يبيله بعد دام انج ناويه نتوكل على الله

    :-P

    May,
    على بالي أكتب كم موضوع، بس آخر شي رسيت على الموجود
    أما بخصوص الأسئلة أنا أرحب فيها، بإمكانك مراسلتي على بريدي إن رغبتي.

    أما بخصوص القاموس يبيله فترة متابعة لأشهر عديدة على ما ينتج، و طبعا إن كانت هناك محاولة جدية لذلك.

    I know no one expected me to write a post this short! LOL.

    ReplyDelete
  6. انت لما الحين مع قصاصات الورق ؟؟؟

    على العموم ولكم يا حلو بالعوده البهيه من يديد

    ReplyDelete
  7. العزيز جبريت

    الله يسلمك ما تقصر، أما بخصوص القصاصات عادة ما تخلص
    :-)

    ReplyDelete