وصلت الليلة إلى ولاية آيوا، سأمكث في مدينة
"سو" لمدة عشرة أيام، النشرة الجوية للمدينة لا تبشر بالخير على
الإطلاق، درجة الحرارة العظمى بلغت الواحدة مئوية، بينما من المتوقع أن تصل درجة
الحرارة الصغرى إلى أقل من الصفر مئويا، وهي أجواء لا تتماشى مع تكويني الفيسيولوجي.
ورغم كثرة قدومي إلى الولايات المتحدة منذ الصغر برفقة
والداي، إلا أنها المرة الأولى التي أزور إحدى الولايات التي تقع في الإقليم
الشمال الغربي، العيش هنا أشبه في الريف، المدينة محاطة بالمزارع القمحية والمصانع
المنتجة للإيثانول.
المدينة هادئة جداً لدرجة أنها أشبه بمدينة الأشباح، لن
تجد أي شخص ينتظر حافلته لتوصله إلى مبتغاه، ولن تجد أي مطاعم مفتوحة بعد الساعة
السابقة، أما سيارات الأجرة فإنها تحت الطلب، ويستغرق وصولها من عشرين إلى ثلاثين
دقيقة كحد أدنى.
لم أكن أعلم بهذه المعلومات من قبل، وتعلمتها بالطريقة
الصعبة تحت أجواء مناخية قاسية، مقر عملي المؤقت يبعد عن الفندق الذي أقطن فيه
أربعة أميال، قد يبدوا الأمر سهلا وقريبا، وقررت ممارسة الرياضة إلى مكتبي، إلا
أنها لم تكن فكرة جيدة، وهاجمني الزكام في اليوم التالي.
الليلة قررت الذهاب إلى إحدى محلات البقالة المشهورة
هنا، وتبعد عني نحو نصف ميل إلى الشمال لشراء بعض الأغراض الاستهلاكية، استغرقت
عملية البحث عن أغذية صحية بحجم معقول أكثر من نصف ساعة.
حجم وكميات الأكل هنا أكبر من الحجم الطبيعي التي نراها
في ولايتي نيويورك أو العاصمة واشنطن، وليس غريبا أن أجد معدلات السمنة المفرطة تزيد
عن الـ 80 في المائة، ونسبة "الجكر" غير معقول، وجه الحسن مفقود في
الولاية.
ووقعت في حرج شديد عندما لم تتم عملية الشراء بسبب
بطاقات بنك الكويت الوطني عديمة الفائدة، ولحسن الحظ إني أحتفظ ببعض الأموال احتياطا،
لذا تنفست الصعداء، ثم عدت إلى أدراجي، إن عملية الخروج من الفندق أصبحت أشبه
بالعذاب.
أتمنى أن أحقق ما أطمح إليه خلال الأيام المقبلة، لاسيما
مع ازدياد الضغط تدريجيا مع قرب موعد الرحيل.
كنت معك هناك من خلال وصفك للمكان
ReplyDeleteاحسست بالبرد وبالوحشة
..