Sunday, March 7, 2010

إلى محمد الفايز في رحيله


مقدمةٌ


تمنيت ليلية الخميس الماضية أن يكون باستطاعتي الرجوع في الزمان إلى الوراء، ليس من أجل إصلاح ما أفسده الدهر، أو تصويب قراراتي الخاطئة في الحياة، وإنما لأتمكن من ممارسة حياتي بأسلوب مختلف، أن أركب الأمواج سعيا من أجل توفير لقمة العيش، أن أزامل جدي النوخذه في محمله، أن أغطس في أعماق خليجنا شديد الملوحة لعيون الدانة، أن يتوقف دولاب الزمان في تلك الحقبة، عندما كانت للثقافة و التعليم مذاق خاص.


كل هذه الأمنيات راودتني عندما انشغلت إذني بالاستماع إلى أشعار محمد الفايز، والذي أعادني بالتفكير إلى الوراء لعشرات السنين، إلى يوم ولدتني أمي في بيتنا الطيني الصغير، والذي لم يتجاوز مساحته المائة مترا، نظرا لحالتنا المادية المعدومة، لم يكن والدي يشغل منصب مستشارا قوميا أو كاتبا مرموقا في المجتمع، أو حتى محاسبا مسؤولا عن " الكمارك" ، و إنما كان على النقيض تماما، يعمل في البحر مثل غيره من البشر الذين عاشوا و قضوا أيامهم في الكويت، تدرج في العمل من مجرد غواصا إلى مجدمي إلى أن أصبح "نوخذه" " قد الدنيا "، أصبح و أخوه بعدها مستشارين لأمير الكويت الشيخ مبارك الكبير


وبما أن والدي أصبح نوخذه كان لا بد مني أن أتقمص دور ولد النوخذه، ألبس أفضل الدشاديش، أتأقلم مع أسلوب الحياة االجديدة، بدءً من شرب " التتن " واستنشاق" القدو " و الإدمان عليه في قهوة بوناشي بعد صلاة العصر، وهو البرستيج الدارج عندنا، إلا أن والدي، والذي تربطني علاقة قوية، وباستطاعته معرفة ما يدور في خلدي فور تفكيري، قاطعني قائلا " معصي، لا تفكر إنك تتشيحط جدام الناس، ولا تترزز في القهاوي، أنا ما عندي ريايل يحطون ريل على ريل يدخنون تتن!، عندي ريايل يأخذون بالعلم، يشتغلون و يكدون على البيت، و ما أبي أشوفكم تشوفون نفسكم على الناس"


في اليوم التالي، أدرجني والدي عند الشيخ حمادة مجددا لأتعلم علوم و الرياضيات و اللغة العربية بطريقة متطورة، وكأنه يشعر بأني سأكون بارع في اللغة العربي، فأنا لم أكن جيدا يوما في الأمور الفنية، ولكني كنت بارعا بالكلمات، منح والدي الشيخ حرية التصرف معي لتأديبي عندما أخطئ، بل أوصاه بضربي إذا " تشيطنت "، وكانت محصلتها ضغف إذني اليمنى، والتي باتت تعاني من ضعف السمع، نتيجة كثرة مشاغبتي


كان الشيخ حمادة طيب القلب إلى أن " تفرعنت " في إحدى حصص الرياضيات، والتي لا أجيدها على الإطلاق، وقال لي حينها " منت فالح، أنت مو ويه تجاره، حدك ناطور عند عمك بو مطر"، استمرت حالتي على هذا الوضع إلى أن حل الكساد الاقتصادي العالمي، أعلنت اليابان – الله يلعنها- اللؤلؤ الصناعي والتي حولت " تبرات "* جدي المشهورة إلى " ماي مايوه " ما منها فود


بداية المتن:


كل هذه الذكريات السالفة الذكر وجدت طريقها إلى عقلي المزدحم فكريا و نفسيا و جسديا، خلال تصفحي للمرة الأولى مرة ديوان " مذكرات بحار " للشاعر المرحوم محمد الفايز، الذي أتحفني بقدرته الشعرية الساحرة، لم أجد في أسلوبه أي تكلف في اللغة، بل على النقيض، أستطاع أن يثري خيالي بصور لغوية لا يمكن لأي فيلم سينمائي أو عمل مسرحي أن يجسده بدقة متناهية مثلما كتب


أكتشفته الأسبوع الماضي، وندمت على تلك الأيام الطويلات التي جهلت المعرفة التامة به، على الرغم من معرفتي لأوربريت الغنائي المشهور الذي ألفه " السندباد" ،و لحسن حظي إني وجدت ديوانه الشعري " مذكرات بحار" في مكتبة البيت الشعرية مصفوفة في جوار دواوين عبدالرزاق البصير و عبدالله زكريا الأنصاري و أحمد مشاري العدواني، و د.عبدالله العتيبي، ومحمد المشاري، ومن شدة إندماجي بالديوان لم أتمكن من النوم إلا بعد أن أفرغت من قراءة مذكراته الـثمانية عشرة كاملة


لم أتمكن من إزالة المذكرة الثانية من عقلي، وهي ذاتها التي تلاها علينا الأديب عبدالله خلف في ذكرى وفاته الأسبوع الماضي، حتى إنني حلمت بها، بدأ حلمي ليلتها بأني على أعتاب الشيوعي " مساعد " ، يدفعني والدي لصعود صدره، كانت نظراتي تملؤها الخوف والرهبة، وكيف لا وأنا لم أعتد على ترك والدتي العجوز و والدي المسن في بيتنا الطيني بمفردهم من قبل كما لم تربطني علاقة بالبحر في حياتي، أعتدنا على السباحة على سواحلها،و لكن لم يسمح لنا بالتوغل في أعماقه لصغر سننا.


والدي الذي يعرفني جيدا قاطعني موجها كلامه لي قائلا " لا تخاف من البحر، أنت قرمت القرمتي، والدك النوخذه عبدالله وجدك النوخذه أحمد و أخوه النوخذه إبراهيم و النوخذه عبدالله، البحر إلي راح تعبر فيه يعرف أهلك زين، فهو صديق حميم لجميعنا، حتى أمواجه، إن أحترت في أمر ما إلجأ إليها، و أفرغ ما في فؤادك لها ، وصدقني إنها سوف تجيب على جميع تساؤلاتك، وإن كانت الأمواج غاضبة، فإنها سوف تكون رحيمة عليك أنت بالذات"



ركبت الشيوعي بخطوات ثقيلة، كنت برفقة المجدمي الذي دلني على مكاني، وهو صديق جدي رحمه الله، أوضح لي بأن البحر سوف يتعمد إخافتي خلال الأيام العشر الأولى، ليختبر قدرتي على التحمل، و مدى شجاعتي على الصمود في وجهه، و إن توفقت في تخطيتها ببراعة فإني سأكسب ود البحر و صداقته الأبدية، لا سيما أنه يحمل في قلبه معزة كبيرة لأسلافي الذين قضوا حياتهم كلها بين أحضانه.


المفاجأة السارة التي تلقيتها عند صعودي أن مركبنا سيمضي في بداية رحلتنا بتبرات جدي، والذي سميت بإسمه في طريقنا إلى زنجبار و منها إلى الهند، وبهذا فإن القدر أعطاني الفرصة لألتقي جسديا و روحيا بجدي من خلال هذه البقعة المائية، والذي لم يسنح القدر الفرصة بلقائه، ولكن سيكون موعد لقاؤنا غدا.


يقول الفايز في مذكرته الثانية:

الشمس فوق السور تشرق مثل قنديل كبير

تهدي خطانا مثلما كنا على ضوء النجوم
في الليل نسري عبر هاتيك البحار
أيام كنت أعيش في الأعماق. أبحث عن محار
لقلادة. لسوار حسناء ثرية
في الهند. في باريس. في الأرض القصية
أيام كنت بلا مدينة
و بلا يد تحنو علي و لا خدينة
إلا حبالي و الشراع
و يدي المقرحة الأصابع و الضياع
و الريح. و الأسماك في القاع الرهيب
غرثى تطاردني بعالمها الغريب
عن عالمي القاسي العنيف
يا بحر. يا قبرا بلا لحد. و يا دنيا عجيبة
أجتاز عالمها المخيف بروح بحار كئيبة
أبدا يغني للسواحل و العيال
يترقبون قدومه بعد المحال
و يعود من رحلاته كيما يعود
للبحر و الأسفار. و الدنيا كفاح
ضد المجاعة و الرياح
الجوع فوق الأرض و الريح الخؤونة في البحار
و تظل زوجته هناك بلا سوار
و بلا قلادة
في بيتها الطيني حالمة وحيدة؛
سيعود ثانية بلؤلؤة فريدة
يا جارتي سيعود بحاري المغامر
سيعود من دنيا المخاطر
و لسوف تغرقني هداياه الكثيرة
العطر و الأحجار و الماء المعطر و البخور
و لقاؤه لما يعود كأنه بدر البدور
و تظل تحلم و الحياة
حلم يجول بلا نهاية
و بلا بداية
و الشمس و الأقمار تشرق فوق كوكبنا الكبير
و أنا هنا في هوة الأعماق كالحوت الصغير
فكأن هذي الشمس ما كانت. و لا كان الصباح
إلا لغيري. و القناديل الصغيرة
أبدا تضاء بغير بيتي و الحدائق و الأقاح
في حقل غيري. و الرياح
أبدا تطاردني على ظهر السفينة
و الموت و الحوت اللعينة
و السيب و الديين في كفي و آلاف المحار
في القاع تبرق باخضرار
كعيون عفريت يطارده النهار
مثل المصابيح الصغار
و الدود و الأسماك حولي و الحجار
أواه يا تعب البحار
حطمت ظهري. و الحياة رحى تدور كما يقول
نهامنا في الليل: أيام تزول
و تدور أفلاك الحياة لغاية فوق العقول
يا أيها البحار سوف تظل في ليل البحار
نجما بلا أفق. و في تلك السواحل
الشمس تشرق في الخمائل
كعروسة شقراء. و الدنيا نهار
في عين غيري. و السوار
سيصاغ للحسناء في بمباي يا روحي الكئيبة
نهامنا يشدو لشطآن قريبة
سأرى بساحلها الحبيبة
عدنا على ضوء النجوم إليك يا دار الحبيبة
و الريح نشوى و الشراع كأنه سرب الحمام
سار على صوت النهام
و يظل ينهم و السواحل من بعيد
تبدو لنا صفراء تعكس كل ما فينا من الشوق الشديد
و تطل كثبان الرمال على الضفاف الحالمات
و نساؤنا المتحجبات
يضربن فوق دفوفهن كأنهن بيوم عيد
فرح اللقاء على الوجوه و في النذور
و الشمس فوق السور تشرق مثل قنديل كبير
تهدي خطانا مثلما كنا على ضوء النجوم
في الليل نسري عبر هاتيك التخوم





كتلة من المشاعر الجديدة أختبرها لأول مرة خلال يومي الأول، الإحساس بالوحدة و الابتعاد عن الوطن، تبخر اليابسة من حولي فجأة بعد أن تعودت أن أقضي أيامي كلها على رمالها، وانحصار ألوان الطيف السبع في اللون الأزرق، بينما تلقي أشعة الشمس بنورها على البحر، وفتيل القمر ليلا، التي حولت حيتان البحر نجوما في جسدها المترهل.


لم يتطلب منا الغاصة في اليوم الأول العمل، و كل ما انشغلت فيه هو التفكير .. التفكير .. و المزيد من التفكير، أرى وجوه أشخاصا لا أعرفهم، وفي الليل تجافيني عيوني و تحرمني من النوم، لم أكن في يوم من الأيام فلكيا، ولكن تمكنت من قراءة النجوم ليلتها، وبات قلبي المنقبض يتمنى أن يرسل رسائلا إلى الحبيبة التي لا تعلم عما يكن لها الفؤاد من مشاعر.


عزيزتي .... لم تكن فكرة رحيلي فجأة من بنات أفكاري، وإنما أبتدعها القدر من لا شيء، ودفعها نحوي لتصبح واقعا لا قرار لي فيه، يا ليتني أعرف السر الذي يكمن وراء دفعة والدي لركوب الشيوعي يومها، أغلق عيناي عاجزا عن مواجهة الشهوب، لا أري شيئا سوى السواد،تتراقص فيها الأحرف الأبدجية التي تعلمتها في الصغر أمامي، و ترسم الخطوط الموسيقية الخمس من بعدها، مي، صول ، سي ، ري ، فا، و المسافات الأربع، فا ، لا، دو ، مي، بعدها يبدع خيالي في استرجاع أغاني النهام الذي شجى قبل قليل، مع صوت البحر الهادئ المخيف، وعلى أدراجها تظهر مفتاحي الصول و الدو، تتبعها الترنيمات الموسيقية جميعها بأشكالها الأربع.



كل ما يبثه خيالي هو لقائي الأول بها، والذي كان بمحظ الصدفة، كانت مترتديه لباسها البنفسجي و حجابها الأسود، مضت أمامي ليلتها بثقة يملؤها ثقل الأرض، عندها حاولت أن أغض البصر، ولكن نبضة القلب منعتني، وقعت أعيننا ببعض لثوان معدودة، بدا قلبي الذي يقدس الحب و بنيته الصادقة يحن إليها، لم يكن هناك اتصال مباشر ما بين الجنسين في مجتمعنا، وعلى الرغم من ذلك فإن قلوب المحبين تتعلق و تتعانق ببعضها لا إراديا، يطلق على تلك العملية في تراثنا بالقسمة و النصيب، والتي أصحبت أرددها كثيرا، أحدث نفسي ربما تكون فعلا من نصيبي، و يبدأ خيالي الخصب بعدها برسم صورا جميلة ليوم رجوعي إلى دياري، في يوم القفال تكون والدتي و النسوة من قومي في استقبالي و البحارة، أقبل رأسها، لأجدها -الحبيبة- في الصفوف الخلفية تبتسم.


بعد هذه الصور الخيالية يصحيني المجدمي " قووم .. قرمت.. قرمت.. “، وأرد عليه" هلا عمري "،" قصر الله عمرك، منو عمرك؟" شحلمان فيه!، ققووم عمى بعيينك"، لأجيبه " ولا شي عمي ولا شي"، صلينا الفجر ليبدأ بعدها يومنا مع الغوص، الرهبة من اللقاء الأول، تبلل المياه جسمي، أضع المشبك على أنفي، أعد من واحد إلى ثلاثة و من ثم أغوص في أعماق البحر لمدة دقيقتين وهي المدة القصوى لسعة صدري، أجمع ما استطعت من المحار و أصعد تدريجيا إلى سطح المياة.


أستمر عملنا في الصباح نحو خمسة ساعات متواصلة من الغطس إلى أعماق البحر، القفص الصدري بدا منهمكا من عمليتي الشهيق و الزفير المتواصلة، وحبس هواء الشهيق بداخله لدقيقتين متواصلتين، ليدفعها بعد باردتداده لتصبح زفيرا، وتبدأ حلقة جديدة من عملية التنفس من جديد، أسفرت محاولاتي الأولى بخروجي بـ ٩٠ محارة، صعدت على ظهر الشيوعي لتبدأ عملية البحث عن الدانة.


وفي الوقت الذي كنت فيه مبتسما بالنتائج الأولية لأول يوم في العمل، شعرت بحرقة أليمة مفاجئة في الصدر، بعد أن أستوعبت المفارقة المضحكة التي أعيشها، أعمل جاهدا طوال أشهر طويلة لاستخراج اللؤلؤ الطبيعي من قاع البحار، ليباع إلى الطواويش، الذين بدورهم يحولونه إلى الحلي بأشكالها المتنوعة ليتزين في النهاية على رقبة إحدى النساء من علية القوم، بينما أكون عاجزا أن أهديه إلى حبيبتي، التي بقي عنقها خاليا.


وصلنا إلى الهند بعد أشهر طويلة، تعلمت من معاشرة البحر أنه لا أمان لشيء أو ثبات، فقدت في رحلتي الأولى المجدمي، الذي ألقي بجسده في البحر بعد استشهاده بجراحه بعد أن قضمته " سمك قرش " في المحيط الهندي، بعدها سلم النوخذه المهمة إلى أكبرنا سنا من الغاصة، عندما وصلت إلى الهند كانت مهمتي أن أجلب الأغراض من محل جاسم بودي، بعد أن حملت الأغراض إلى الشيوعي.


في ليالي الهند بقيت على فراشي أفكر في الديره، في هذه الأوقات تسرح حبيبتي تفكر بحالي، تحدث نفسها ولأقرانها بأني راجع إليها محملا بعقد من اللؤلؤ الصافي الطبيعي، أهديها الدانات التي أصطدتها، والذهب، و أجود أنواع البهارات و البخور الفاخر، وفي الحقيقة كل ما أستطيع تقديمه إليها أقل من سدس تولة دهن عود معتق، وعباءة محيوكه بأيدي أطفال حدهم الفقر لمزاولة مهنة الخياطة، إن مجرد التفكير بتلك المفارقة مؤلم بالفعل.


شعور الرجل أنه غير قادر على توفير قوت يومه إلى بيته و حبيبته لا يوصف، فكيف لي أن أرجع إلى أرض الوطن، ويداي فارغتين؟، أعمل على إيجاد الدانة، و أجلب أفضل البضائع للناس، بيد إنني عاجر عن توفيرها إلى الحبيبة؟، اختليت بالبحر، متذكرا والدي الذي نصحني بمواجهتة، وجهت وجهي لشطر ميناء مومباي، إلى أن توصلت لحل شافي و مرضي، أن أبقى هنا إلى أن أحصل على مرادي، أن لا أرجع إلى وطني إلا محملا بالعقد الذي سيعلق على عنق الحبيبة.


شرعت بكتابة رسالة طويلة إلى والدي، شرحت فيها خطتي في العيش هنا في الهند، على وعد أن أرسل له ما تيسر من مال حين أحصل عليه، وأخبرته بأنه العم جاسم بودي وعدني بأن أعمل لديه مقابل أجرة مجزية، علمني أساسيات الرياضيات الحسابية، تدرجت في العمل بعد سنوات إلى أن أصبحت المسؤول الأول عن الحسابات التجارية، تمكنت أن أشتري عقد اللؤلؤ الذي سأزينه على عنقها.


قلت لنفسي أنه بعد هذه السنين بات باستطاعتي العودة إلى دياري، ضممت العقد إلى صدري، وتوجهت إلى العم جاسم لأبلغه بقراري العودة إلى الديره، استسفر مني عن الأسباب، الذي لم تفارقه الابتسامة بعد أن شرحت له التفصيل، ووافق على طلبي، ولكنه أصر أن أدير مكتبه في الكويت مؤقتا، وأن الباب مفتوح للعودة مجددا.


أستغليت أول مركب متوافر للرجوع إلى أحضان الكويت، بدأت بالابتسامة عندما استقريت مكاني في البوم، تذكرت موقفي و تجربتي الأولى مع البحر، وشقاوتها إلا أن موقفي اليوم بات مختلفا تماما عن السابق، فأنا مجرد راكب، مواطنا عائدا إلى وطنه، انتظرت هذه الفرصة طويلا، بدأت أضم عقدي الذي أخفيته بداخلي، والذي أصبح العقد الذي ستكون شبكة خليلة القلب.

رجعت إلى أرض الوطن، وسط فرحة الأهل، ضممت والدتي إلى صدري، وقبلت رأسها، لم يهمني أي مظهر من مظاهر الاحتفال و الفرح، جل ما يشغل تفكيري هي الحبيبة التي رأيتها وتعلق الفؤاد بها طوال هذه السنين، ولكنها لم تكن ضمن الحضور كما تخليتها عندما كنت على متن الشيوعي " مساعد " متوجها إلى الهند، ناشدت عنها، ولكن لم تكن هناك أخبار واضخة و مؤكدة عنها، وبقي العقد في الصندوق منتظرا.

*انتهى*


* تبرات في اللهجة الكويتية تعني المغاصات

14 comments:

  1. الله يسلمك حبيبة القلب ان ما خاب ضني

    تراها تزوجت انا اقول عط العقد اللولو حق الوالده تدور لك على عروسه وتلبسها العقد اللولو

    تسلم اناملك يا قرمت القرمتي

    ReplyDelete
  2. أمسكت مفلقة المحار

    في الفجر مرتجفاً

    لتكتمل القلادة

    في عنق جارية

    تنام على وسادة

    ويضيء لؤلؤنا على تلك الصدور

    ويظل صدرك خالياً يا أنت يا عبق الزهور


    بوستك راح تقراه شذا محمة الفايز

    بجيتني

    ReplyDelete
  3. تصدق ياخوي يا قرمت ان كل ما قريت لك بوست ودي ارد اقراه مرة ثانية وثالثة

    بس المشكلة اني بزيد الجيلة من الكوكيز والقهوة!

    والأمشكل من كل هذا ان بوستك مو راكب عليه chips Ahoy

    وعشان اعيش الاجواء المعتقة, ممكن اتهور وأقلب المزاج على محلبية دافية او عصيدة لا سمح الله!


    وبخصوص القسمة والنصيب... ليت قرمت سامع كلام ام كلثوم لما غنت: كلمة ونظرة عين والقسمة وياهم جمعوا سوى قلبين والحب مناهم... ولا يابت طاري بقمة ولا مقمش!

    بانتظار المزيد

    ReplyDelete
  4. Why me
    شكرا، أتمنى فعلا أن أكون عند حسن الظن

    جبريت
    طال عمرك هذا مجرد حلم من الأحلام إلي نحلمها، أما بخصوص الوالدة الله يطول عمرها شريت لها عقد ما فيه مثله أثنين وخاشه لآخر الشهر :)

    ZooZ "3grbgr"
    هذا المقطع بالذات يضيق الخلق،، وهو إلي شدني وخلاني أكتب عنه
    Can't wait to hear her feedback :)

    chandal,
    على قعدتج هذه ذكرتيني بنفسي بعد صلاة الفجر أجابل الجرايد أفللها صفحة صفحة مع كوب القهوة و بسكوت،

    ايها النائم عن ليلـــى ســــلاما
    لم يكن عهد الهوى الا منا مـــا
    لم يكد ومض المنى يبسم في
    خاطري حتى غدت روحي ظلاما

    امل في مهجتي هدهدته
    ثم ولى وهو لم يعدو الفطاما
    وحبيب راح عنـــي ظله
    ورماني بين آمـــــال يتامـــى

    يا نداما الروح من كرم الهوى
    جفت الكاس على ايدي النداما
    كنت لا اشتاق الا حبّـــه
    فسقانيه والفـــا ثم نامــــا

    وسدوه بين اضـــــلاعي فقد
    ضمه قلبي حنانـــا وغرامـــا
    وانضحوه بدموعي وانثروا
    حوله قلبي الذي اضحى حطاما

    على فكرة أحمد رامي ياب أكتافي يا جندل ياب اكتافي

    ReplyDelete
  5. الله الله
    عورت او عور قلبي الكلام
    ممزوج بالذكريات والشقاء والصراع

    من اجل لقمة العيش الشششششريفه

    بعرق ناصع البياض

    اه ياالبحر كم فيك من اسرار

    فمالله

    ReplyDelete
  6. استمتعت جدااااااااا
    بصورة لا تتصورها
    ماكان ودي يخلص البوست
    صج صج عورني قلبي



    تسلم على هالكلام
    :)

    ****************

    ReplyDelete
  7. اجار الدين كشمش
    تصاحبني على الدوام الشعور بالرغبة في الرحيل من هذا الزمان، إن تمكنت من السيطرة على الوقت و الرجوع بها إلى الوراء،، لا يزال هناك منا من يعمل بكفاح، ولكن الزمن لم يعط الفرصة الكافية لهم، شكرا لمرورك
    في أمان الكريم


    aL-NooR .

    الله يسلمك، أتمنى أن يكون فعلا حاز على إعجابكم إن شاء الله

    الله يرحمك يا محمد الفايز

    ReplyDelete
  8. مرحبا يا قرمت

    لا أستطيع أن أمنع الدمع من الانهمار عند قراءة بوستاتك..في الحقيقة لم أقرأ الا المقالين الأخيرين..ولا أدري ما سبب حساسيتي الشديدة ..هل هو مشاطرتي لك حب الفيلم و أشعار الجميل محمد الفايز- رحمه الله-...كتاباتك الجميلة ..أم رومانسيتي التي تبلغ مداها في مارس من كل عام؟

    أتساءل لم أغلب من أقابله من رجال في حياتي اليومية..لا يحسنون الحديث..فشسمه وشيسمونه وهذا..هي فواصل الكلام لديهم..ناهيك عن قلب القاف غينا والغين قافاً.

    روح يا شيخ..ربنا يوفقك..فلقد أعطيتني أملا في جمال روح ولغة أبناء بلدي..هذا الأمل الذي ظننت أنه قد دفن مع أم كلثوم.

    :)

    سؤال هل نقول ركبنا الشيوعي ..أم الشوعي؟

    سأتوقف الآن عن التعليق..فليس لدي ما أقوله..سوى كونك تنثر رقيا وجمالا لا أريده أن يتوقف.

    ReplyDelete
  9. may,
    أخجلني تعليقك بكل صراحة، أولا أتمنى أن يكون محتوى المدونة الأدبي و اللغوي في المستوى المطلوب، أما بخصوص اللغة العربية، فإني كنت من محبيها منذ صغري، وتربيت على هذا الشيء، لذا فهي جزء من حياتي اليومية

    أشكرك على دعوتك اللطيفة،أما المركب فهي تكتب الشوعي، ولكني فضلت أن أكتبها كما تنطق لتخفيفها لغويا

    أما أنا فيبقى تساؤلي مثل تساؤلك لم أقابل إمرأة كويتية فصيحة اللسان إلى يومنا هذا، ربما إمرأة أو إمرأتين في حياتي

    :)

    ReplyDelete
  10. وكنت انت دانتي هذا الصباح
    عندما فلقت محارة الفضول الذي اعتراني لأعرف عمق بحرك

    اصبوحه جميله مرافقه لسردك الرائع رغم طوله

    شكرا لك
    فلقد صنعت صباحي بقراءة نص ذا قيمه

    ReplyDelete
  11. الزين
    أشكرك على زيارتك التي أتمناها أن تكون دائما إن شاء الله، فعلا أتمنى أن تكون المواضيع المطروحة نالت إعجابك و يشرفني أن أكون من الذين نالوا درجات إعجابك في النص

    :)

    فعلا المواضيع التي أكتبها طويلة بعض الشيء، ولكن في بعض الأحيان لا يمكني أبدا الإيجاز، خاصة وأن بعض المواقف تتطلب الإطالة

    شكرا مجددا على كلماتك الرقيقة

    ReplyDelete
  12. قرمت أنا قلت لك رايي بالبوست...بس عندي حيثيه

    ما عليك من زيـــــــــــــــون
    ;p
    تموت على الأجزاء حق أبو التعلق

    عشان آخر الفيلم شاهين يذبح فضه

    ReplyDelete
  13. nanonano,
    هاهاها، خلاص عيل بسمع كلامج و بمشي على شورج وهداية الله
    :P

    ReplyDelete